وجميع الألفاظ الجارية هذا المجرى هى التى هذه حالها. أترى يمكن أن يوجد ماليس بموجود؟ إلا أنه قد يوجد شىء ليس بموجود؛ فعلى هذا المثال يكون الموجود غير موجود، وذلك أنه يكون غير موجود شيئا من هذه الموجودات. أترى يمكن أن يكون الواحد بعينه محسنا مصيبا فى أن حلف واستحلف؟ وليت شعرى يمكن فى الواحد بعينه أن يطيع واحدا بعينه ولا يطيعه معا؟ أو ليس لنا أن نسلم فى الشىء الواحد أن يكون ولا يكون؛ وذلك أن ليس أن يوجد الشىء وأن يوجد على الإطلاق شىء واحد بعينه ولا إن كان محسنا فى أيمانه هذه، أو أحيانا، فمن الاضطرار أن يكون محسنا فى أيمانه. والذى يحلف ويستحلف إما أن يكون محسنا فى استحلافه هذه اليمين فقط. فأما أن يكون محسنا فى الاستحلاف، فلا وليس يكون، وهو غير مطيع، إلا إذا اطاع فى شىء. — وعلى هذا المثال يكون القول الواحد يصدق فى الواحد بعينه ويكذب معا. إلا أن ذلك من قبل أنه لم يكن قد أنعم النظر فى أيها يجب أن يسلم، وهل هو أنه يصدق على الإطلاق أو يكذب، لأن الوقوف على هذا مما يعسر. ولا مانع يمنع من أن يكون القول يكذب على الإطلاق ويكون كاذبا فى شىء أو يكون صادقا فى شىء وغير صادق. — وكذلك يجرى الأمر وفى التى من المضاف والتى من أين ومتى؛ وذلك أن فى جميع أمثال هذه الأقاويل تعرض من هذه: أترى الصحة أبر أم اليسار؟ إلا أنها للجاهل ولمن يستعملها على خلاف ما ينبغى ليسا أبر، فهما إذن خير ولا خير. وأترى الصحيح أو المحمود السيمة خير؟ إلا أن هذا ربما كان غير فاضل، فيكون وجود الشىء الواحد بعينه لشىء واحد بعينه خيرا وليس بخير؛ أو يكون لا مانع يمنع من أنه إذا كان خيرا على الإطلاق ألا يكون على هذا النحو، أو يكون فى هذا الشىء خيرا، إلا أنه ليس فى هذا الوقت، أو ليس هو فى هذا الموضع خيرا. أترى ما ليس يطلبه الحكيم هو شر وليس يطلب استفادة الخير؟ فالخير إذن شر. وليس القول بأن الخير شر، والقول بأنا نطرح الخير — شيئا واحد بعينه.
Shafi 969