132

Studies in Quranic Sciences - Fahd Al-Roumi

دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

Mai Buga Littafi

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Lambar Fassara

الثانية عشرة ١٤٢٤هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٣م

Nau'ikan

الرسول ﷺ فتنزل آية أو آيات من القرآن الكريم وفيها الإجابة عليه.
ويفيد قولنا "وقت وقوعه" أنه لا بد أن يكون نزول الآيات وقت وقوع الحادثة أو توجيه السؤال فإن كانت الحادثة قبل نزول الآيات بزمن طويل خرج ذلك عن هذا الباب وصار من باب الإخبار عن الوقائع الماضية والأمم السابقة كالآيات التي تتحدث عن خلق آدم ﵇، وقصته مع إبليس، وقصة إبني آدم، وقصص الأنبياء السابقين كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم ﵈، فإن الحديث عن ذلك ليس من هذا الباب.
ولا يلزم أن يكون نزول الآيات بعد الحادثة أو السؤال مباشرة، بل يصح أن يتأخر زمنا يسيرا فإن قوله تعالى: ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ ١. قد نزل بعد خمس عشرة ليلة من الحادثة وكذا الآيات المتعلقة بحادثة الإفك إنما نزلت بعد نحو شهر منها.
والحادثة:
التي ينزل القرآن لأجلها قد تكون من الرسول ﷺ كما حدث في سبب نزول سورة عبس حين جاء ابن أم مكتوم إلى الرسول ﷺ وهو يناجي بعض زعماء قريش ويدعوهم إلى الإسلام، فجاءه ابن أم مكتوم وقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله وجعل يناديه ويكرر النداء والرسول ﷺ مشغول عنه ومقبل على هؤلاء النفر فنزلت سورة عبس. فكان الرسول ﷺ إذا رأى ابن أم مكتوم بعد ذلك يقول: "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي" ٢.
وقد تكون الحادثة من جماعة من الصحابة ﵃ كأولئك الصحابة الذين كانوا يصافون المنافقين ويواصلون رجالا من اليهود لما كان بينهم من القرابة والصداقة والحِلف والجوار والرضاع فأنزل الله تعالى:

١ سورة الكهف: الآيتان ٢٣، ٢٤.
٢ أسباب النزول: الواحدي ص٢٩٧.

1 / 137