Rivaud »، الذي أكد تأكيدا قاطعا أن اسپينوزا قد انفصل عن الأمة اليهودية التي تنكرت له انفصالا تاما، وتعلق بهولندا وانغمس في سياستها ودافع عن حزب «ديڨيت» الجمهوري، وفسر ماهية الدين ذاتها تفسيرا علميا.
70
ولكن الأهم بكثير، في رأينا، من تعديد أقوال مثل هؤلاء الشراح في استقلال اسپينوزا عن اليهودية، أن نورد آراء بعض الشراح اليهود الذين أكدوا هذا الاستقلال تأكيدا قاطعا، وأحبطوا بذلك المحاولات المقابلة التي رأينا غيرهم من اليهود يبذلونها للربط بين تفكير اسپينوزا وبين ذلك التراث بأي ثمن، ومن هؤلاء الشراح اليهود «ڨيل
Weill » الذي انتقد استغلال بعض شراح اسپينوزا لنصوص أو صيغ معينة لديه لكي يقربوا - رغما عنه - بينه وبين اليهودية عامة، أو بينه وبين بعض الكتاب أو أصحاب المذاهب اليهودية. وهو يرى أن هذا التقارب - إن وجد - ليست له إلا أهمية ثانوية: «فلمذهب اسپينوزا قطعا من الأصالة والعمق ما يجعله متحررا من كل أصل أو تأثير معترف به أو غير معترف.»
71
كذلك يقول «واكسمان»: «إن النتائج التي انتهى إليها اسپينوزا تتعارض تعارضا أساسيا، لا مع المبادئ الأساسية لليهودية فحسب، بل أيضا مع صورتها المعدلة كما عبر عنها الفلاسفة اليهودية.»
72
وقد أشار «ليوشتراوس» إلى ابتعاد اسپينوزا عن اليهودية ومناصرته للمسيحية، وأكد أن الهدف الأساسي «للبحث اللاهوتي السياسي» هو «تحرير المسيحية من تراثها اليهودي».
73
أما «كاسيرر» فقد أكد ابتعاد اسپينوزا عن التراثين الدينيين اليهودي والمسيحي معا، ورأى أنه كان ذا تجربة خاصة في ميدان العقيدة، وهي تجربة كانت مبنية على أساس العقل، وينبغي ألا تشبه بأي دين معين، لأنها فريدة في نوعها.
Shafi da ba'a sani ba