92

al-Siyar

السير

Mai Buga Littafi

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Nau'ikan

فقيل له أوصي فقال بماذا أوصي ما علي درهم ولا لي على احد درهم فكانوا يقولون يالها موتة كموتة خيار.

ومنهم أبو عبيدة عبد الله بن القاسم كان ممن حاز قصب السبق في حلقة

الرهان علما وعملا وغاص في بحور الزهد والتقوى شابا وكهلا.

قال أبو سفيان: ربما سئل عبد الله بن القاسم فيقول عليكم بوائل فانه اقرب عهدا بالربيع.

قال أبو العباس عن أبي سفيان: أقام أبو عبيدة عبد الله بن القاسم بمكة وليست له امرأة فقال له اصحابه: (لو تزوجت) قال: (ما أريد ذلك فما زالوا به حتى أجاب وهناك أمرأة من المسلمين موسرة وقالوا لا تكلفك مؤنة فقال اذا ابيتم الا ذاك فابلغوا بمهرها مهر مثلها ولا تنقصوها شيئا ففعلوا فلما تزوجها ودخل بها طابت له نفسا عن الصداق وكان ياتي منزل الفضل بن جندب ومعه قرصان من خبز وملح وكان الفضل يطيب الطعام ويكثره ويقول يا أبا عبيدة تفعل لي مثل هذا فيقول دعنى منك والا لم ادخل لك منزلا فتركه وكان خرج إلى الصين تاجرا فاشترى قوم عودا فسألهم أن يشركوه ففعلوا فاقبلوا يعيبون العود عند صاحبه حتى استنقصوه مما كانوا اشتروا به فظن انهم صادقون ونقد معهم عشرين دينارا فلما خرجوا اقبلوا يمدحون فقال سبحان الله تعيبون عودا بلا عيب ردوا علي راس مالي فاستغنموا منه ذلك وردوا عليه ماله وكان بمكة حين مات أبو جعفر فاخذت على الناس أبواب المسجد للبيعة وكان أبو عبيدة والفضل بن جندب ووائل وعلي الحضرمى فلطف الله بهم فنجوا

Shafi 94