237

al-Siyar

السير

Mai Buga Littafi

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Nau'ikan

التائب من أهل امرساون كان سخى الكف قد قل من لم ياكل طعامه من فقهاء الجبل واشياخهم وكان كثيرا ما يغشى زورغ الارجانية زائرا ونزل يوما إلى اجلازن فغسل ثيابه واشتوى شاة فجعلها في سفرة فدعا الله أن يغفر ذنوبه وان يجعل له آية لذلك ثم قال وعلامة ذلك أن اجد كلب زورغ ميتا أو غائبا وزوجها عند الضارة وانه اول ما تأكل هذه البضعة لعضو من الشاة فجعل ذلك العضو اسفل السفرة فطلع ليلا فسال عن الكلب فقالت مات بالامس وعن الزوج قالت عند الضارة ففتحت السفرة فاخرجت ما فيها فاول ما ابتدات بأكل ذلك العضو فقال الحمد لله. قالت لعل الدعوة مشتركة قال نعم.

وكانت زورغ في زمان امتلاء الجبل بالاسلام فيه كالرمانة وقالت الناس من شدة ورعها ومن كثرة عبادتها ومن قوتها في الامر والنهى النصف عليها كثير والثلث قليل.

ومن كرامتها اذا رفعوا فراشها في الصيف وجدوا تحته ثلجا وارضت زوجها وضارتها وامتها فكانوا يدعون لها بالجنة.

وذكر أن اختا لزوجها مرضت فاراد الرحيل إلى الربيع وما امكنه أن يقول لاحدى امراتيه اقعدى تمرضين اختى وارتحل بالاخرى وارتجى الخير عند زورغ فقال لها لى عندك حاجة قالت كل حاجة لك مقضية الا تمريض اختك فلا ارتحل واتركها فقال رزقك الله الجنة وتلك اعظم حاجتى. وكان يريد نقل شىء من التراب وقد عيا فقال لها عليه فقالت نقلته بالبقرة فقال رزقك الله الجنة.

وفي السير وخدمت اخت زوجها سنة لم تخلع طوقها من عنقها فماتت فخلعت ثوبها لتنام وتستريح فلما وضعت جنبها على الارض سمعت طائرا

Shafi 240