al-Siyar
السير
Mai Buga Littafi
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Nau'ikan
أبو الربيع وأبو العباس ان ابا زكريا عادته أن يوصل بين المغرب والعشاء بالصلاة ثم اذا صلى العشاء تنفل بما كان يتنفل به ثم يوتر ثم يحتاط لجميع الصلوات فهذا دأبه وعادته رحمه الله .
وذكر أبو الربيع وأبو العباس انه زار أم زكار وكانت من الصالحين المجتهدين فوجدها هالكة جوعا وليس بها الا رمق فخرج من ماذر إلى زنابرت عند أبي كبت وكان عالما متمولا رديا بخيلا فاخبر بخبر العجوز وعنده لبن فابى أن يعطيه شيئا من اللبن فعالج لها حسوا وقد انطبقت اسنانها من شدة الجوع فمازال حتى ادخل الحسو إلى بطنها فلما افاقت قالت من ذا الذي من الموت بالجوع نجانى نجا الله عظامه من النار فلما قعدت قالت مستحمى اغتسل للصلاة.
وفي السير إن الذي اتاها يحيى بن موليت الدرفي ووجد بابها رد عليه التراب وكانت عادة الجائع في ذلك الزمان يغلق بابه ويترك الباقى وكان أبو كبت يبغضها من انكارها عليه رديء أفعاله فسمع أهل ويغو بخبرها فجمعوا لها شيئا فبورك في رزقهم إلى يومنا هذا كذا في السير وهم أعرف ببلادهم ومشايخهم.
وكان أبو محمد الدرفي يقول لولا يحيى بن موليت لهلك أهل جادو ومضى أبو كبت إلى الحج وافتقرت العامة إلى علمه لكثرتهم ويتزاحمون عليه للسؤال حتى كانت الرماح على رأسه لكثرتها كالقصب فساله رجل لالوتى عن نازلة فقال له وانتم يامذبذبون يا أهل لالت فاتى اللالوتى شيخهم فاخبره فقال ادنوني منه فقال مالك جعلتنا مذبذبين ارى الله المسلمين منك كما ارى منك فجعل الناس ينفضون عنه حتى بقى وحيدا بدعوة الشيخ ومن ردى افعاله إن سالته امرأة ليقوم حليها للزكاة فقال اقومه عليك لابسة له فخرجت فقال المشايخ قتلها في عطش الاسلام احرمه الله اياها وولت هاربة ومنها إن تلاميذه حصدوا يوما زرعه فلما قضوا قال ارجعوا إلى اهاليكم وكلوا.
ومنهم مصلوكن
Shafi 239