186

al-Siyar

السير

Mai Buga Littafi

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Nau'ikan

الله فقال آخر من عسكر أبي عبيدة لصاحبه مالك النت له قال طمعا في الصلح وحسم الشر وكانت الوقعة عشية الخميس لثلاث عشرة خلت من رجب عام احد وعشرين ومايتين فلما التحم القتال نظر أبو عبيدة إلى العباس بن ايوب يضرب في اعراض الخيل ويكشفها يمينا وشمالا قد حمى الميمنة والقلب والميسرة فقال صار في عيني كالعقاب معصما لا اكلته النار وقد تقدم إن أبا مرداس دعا له فأخذت فيه دعوة الشيخين وكان أبو عبيدة شديد الشكيمة قوي العريكة لا تأخذه في الله لومة لائم.

ومن شدته في الامر والنهي إن الإمام لما قدم نفوسة اهمل الرعاة الكراع في الاشجار فاتاه أبو عبيدة فقال انه الرعاة عن المضرة إن لم تعرف فقد اعلمناك والا فصل بيننا هذا يعني السيف فسأل الإمام عنه من يكون فقيل له أبو عبيدة فقال صدق الشيوخ هو مثلهم أو خير منهم تفكر قول الشيوخ بتيهرت اذ سألهم هل تركتم في الجبل مثلكم فقالوا أبو عبيدة مثلنا أو خير منا.

وقيل عين اجناون تدور على اثنى عشر الف زيتونة. وسمع ليلة عند قيامه إلى الصلاة صوت التفليق في الغابة فتوضأ فلما دخل المسجد جعلوا له موضعا فقال لا ارجع تبت إلى الله ايها الشيوخ سمعت تكسيرا في الغابة ولا تيبس الغابة الا بتضييع الحق وكان في مسجده سبعون شيخا كلهم من أهل ولايته الا ابن زور وهو الذي احتال على التفليق في الغابة لرشوة اخذها وهي مائة دينار.

ومنهم عبد الخالق الفزاني وكان في المنزلة العليا علما وعملا وورعا وتقا

قال أبو مرداس لا اعرف

Shafi 189