153

Sirrin Boye

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Mai Buga Littafi

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

الذي قال ﵁ وعنهم-: أنه من أكثرهم مالًا. ويؤيده قوله -كما مضى قريبًا- أنه لا يملك ذهبًا ولا فضة غير خاتمه، وكذا يستأنس له بما ورد أنه كان له بستانٌ يحمل في السنة مرتين، وكان فيه رَيحان يجيء منه ريح المسك. وفي «الأدب المفرد» (١) للبخاري من حديث سِنانٍ، عن أنس ﵁ قال: كان النبي ﷺ يدخل علينا (أهل البيت) فدخل يومًا فدعا لنا، فقالت أم سليم: خويدمك! ألا تدعو له؟ قال: «اللهم أكثر مالَه وولدَه، وأطل عمرَه واغفر له»، فدعا لي بثلاثٍ، فدفنت مئة وثلاثة، وإن ثمرتي لتطعِم في السنة مرتين، وطالت حياتي حتى استحييت من الناس، وأرجو المغفرة. وجاءه قيّمُه في أرضه فقال: يا أبا حمزة عطِشَت أرضك، فتردَّى -أي: لبس رداءَه- ثم خرج إلى البرية، ثم صلى ما قضى الله له، ثم دعا، فثارت سحابة وغشيَت أرضَه، ومطَرت حتى ملأت صهريجًا (٢) له، وذلك في الصيف فأرسل بعض أهله، فقال: انظروا أين بلغت، فإذا هي لم تَعدُ أرضه (٣) . وشبيه قصة أنس ﵁ هذه ما صحَّ في «مسلمٍ» من حديث عبيد ابن عُمير الليثي، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: «بينما رجل بفلاةٍ من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسقِ حديقة فلانٍ، فتنحى ذلك

(١) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (رقم ٦٥٣)، وقد سبق تخريجه مطولًا بطرقه ورواياته. (٢) كذا جاءت مجوّدة بخط الناسخ أبي الفضل الأعرج، وهي بخط السخاوي في «جواب ...» الملحق بآخر رسالتنا هذه «صهريزة» مجوّدة. (٣) أخرجه بهذا اللفظ: ابن أبي الدنيا في «مجابو الدعوة» (رقم ٧٩) -ومن طريقه اللالكائي في «السنة» (رقم ١١٠- ١١١)، وابن بشكوال في «المستغيثين بالله تعالى» (رقم ١٩- ط. دار الكتب العلمية، ورقم ٢٠- ط. دار المشكاة) -، والبيهقي في «الدلائل» (٦/١٤٨) من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس. وإسناده حسن. وبنحوه عند ابن سعد (٧/٢١) من طريق ثمامة، عن أنس.

1 / 164