رجالا وسلاحا وعلوفة وزادا ، حتى كان البحر كله قد فرش سفنا وكانت تسير في البحر مسير الجيش في البرء فلما اتصل خبره بعبد الرحمن ولى هاربا راجعا من حيث جاء ، ولحق سرعان مقدمة مؤلس أطراف أصحاب عبد الرحمن ، فأسروهم وقتلوا منهم خلقا عظيما ، فلما اتصل بمؤلس خبر عبد الرحمن وهربه ، أتاح له الفكر والتيقظ أن يكون أظهر ذلك ، لما صح عنده خلو البلد من الجيش خالف إليه ليملك القصبة عليهم ، وأمر تكين(1) الخاصة ، وكان أمير مصر يومئذ، أن يلحق الجيزة ويضرب مضاربه بها ومصافه ، فأقبل تكين ركضا من الفيوم حتى ضرب مضاربه بالجيزة ، حيث كانت قبل ارلحيل . فساءت ظنون الناس لذلك ، ولم يعلموا ما السبب فيه حتى انكشف لهم . وهذا من التيقظ في سياسة العساكر ومن حزم الرأي وجودة التحفظ ، وإنما استدرك مؤلس الرأي بعد . ولا حمدي طولون فضل السبق ، لانه استقبل امره بجسن التدبير ، وضبط الأعمال ، قبل دخول آفة عليها وعليه فيها ، فكان هذا من إقباله .
ولما وصل ابن جيغويه إلى حران وجدبها محمد بن أتامش فطرده عنها، وهزمه أقبح هزيمة ، فانصل خبره باخيه موسى بن آتامش
Shafi da ba'a sani ba