إخواني، (إنا) (1) وإن (فاتنا)(2) مشاهدة أولئك الأخيار ولم ندرك الحظ بملاحظة السادة الأحبار من أئمة (هذه)(3) الطريقة وعلماء هذه الحقيقة، الذين جعلهم الله للناس سادة ولفضلاء الوقت قادة، أسقاهم من محبته بالكأس الروية وقصر منهم على طاعته الجارحة والطوية، فما يحضر لهم فكر إلا في باهر ملكوته، ولا يعرض لهم خاطر إلا في قاهر جبروته، جوانحهم في ارتياد مرضاته جانحة وجوارحهم في الانقياد لطاعته متجانحة، لايرتضون غير عبادته عملا (ولا يرون)(4) في خلاف إرادته أملا، ركبوا الجادة وخلوا ثنيات لطريق ومضوا أمما واتخذوا التوفيق الرفيق، واتوقاه إلى نداب(سيرهم) (5) ما أيمن مسراه، واشوقاه إلى سعد سفرهم ما أحمد صباح سراه، قد قدموا الزاد ليوم المعاد وركبوا من الأعمال الصالحة ركايب سلسة القيادة فقد أدركنا (آخر)(6) من كان آخرا بالنسبة إليهم فهو أول في التقدم عليهم.
كذا وصف الصاحب قاضي القضاة، وكذا أصف الكينعي رحمه الله تعالى، ذلك الفقيه الإمام الألمعي إبراهيم بن أحمد الكينعي أزلف الله مراتبه في دار (السلام)(7)، وجمع بيننا وبينه في منزل الكرامة، وبعثه كما قال الصنعاني في الدعاء لنفسه توجه الله يوم بعثته بتاج رضوانه ومغفرته.
فتشبهوا إخواني، بأحواله واقتدوا به في أفعاله وأقواله.
وهذه القصيدة التي رسم، وعلى أخيه حتم:-
للقاء سيدنا الإمام الكينعي
وافاك بالعمل الزكي المقنع
بتعبد وتزهد وتورع
لكنه بغرورها لم يخدع
فأبى وطلقها طلاق مودع
عني وقدطابت مراعي مرتعي
تهفو العقول لمنظري ولمسمعي؟
والشين كل الشين تحت البرقع
جهلا ويعرفها الذكي الألمعي
أبكت غدا بعدا لها من مرتع والأفزاع والأوجاع والمتوجع
Shafi 308