وناظرهم حامد فاعترفوا بأنهم يدعون إليه وأنه قد صح عندهم أنه إله يحيى الموتى وكاشفوا الحلاج بذلك فجحده وكذبهم وقال أعوذ بالله أن أدعى الربوبية أو النبوة وإنما أنا رجل أعبد الله عز وجل وأكثر الصوم والصلاة وفعل الخير لا غير واستحضر حامد بن العباس أبا عمر القاضى وأبا جعفر البهلول القاضى وجماعة من وجوه الفقهاء والشهود واستفتاهم في أمره فذكروا أنهم لا يفتون في قتله بشئ إلى أن يصح عندهم ما يوجب عليه القتل وأنه لا يجوز قبول قول من ادعى عليه ما ادعاه وإن واجهه إلا بدليل أو إقرار فكان أول من كشف أمره رجل من أهل البصرة تنصح فيه وذكر أنه يعرف أصحابه وأنهم متفرقون في البلدان يدعون إليه وأنه كانت ممن استجاب إليه ثم تبين مخرقته ففارقه وخرج من جملته وتقرب إلى الله عز وجل بكشف أمره واجتمع معه على هذه الحال أبو على هارون بن عبد العزيز الاوارجى الكاتب الانباري وقد كان عمل كتابا ذكر فيه مخاريق الحلاج وحيله وهو موجود في أيدى جماعة والحلاج حينئذ مقيم في دار السلطان موسع عليه مأذون لمن يدخل إليه وهو عند نصر الحاجب وللحلاج اسمان أحدهما الحسين بن منصور رجلا غويا خبيثا ينتقل في البلدان ويموه على الجهال ويرى قوما أنه يدعو إلى الرضا من آل محمد ويظهر أنه سنى لمن كان من أهل السنة وشيعي لمن كان مذهبه التشيع ومعتزلي لمن كان مذهبه الاعتزال وكان مع ذلك خفيف الحركات شعوذيا * * * والآخر محمد بن أحمد الفارسى وكان استهوى نصرا وجاز عليه تمويهه وانتشر له ذكر عظيم في الحاشية فبعث به المقتدر إلى على بن عيسى ليناظره فأحضر مجلسه وخاطبه خطابا فيه غلظة فحكى أنه تقدم إليه وقال له فيما بينه وبينه قف حيث انتهيت ولا تزد عليه شيئا وإلا قلبت عليك الارض وكلاما في هذا المعنى فتهيب
Shafi 61