ودفن بقصر عيسى وحضر جنازته الوزير على بن محمد وجميع حاشيته والقواد والقضاة وكان نصر الحاجب قد أحس من المقتدر سوء رأى في الوزير ابن الفرات واستثقالا لمكانه وعملا في الايقاع به فوجه نصر إلى المقتدر يشعره بأن ابن الفرات قد حضر الجنازة في جميع أهله وحاشيته وقال له إن كنت عازما على إنفاذ أمرك فيهم فاليوم أمكنك إذ لا تقدر على جمعهم هكذا فوجه المقتدر أخر هذا فليس وقته وخلع بعد جمعة من ذلك اليوم على هارون بن غريب وقلد ما كان يتقلد أبوه من الاعمال وعقد له لواؤه بعد ذلك (وفى هذه السنة) مات مصعب بن إسحاق بن إبراهيم يوم الاحد سلخ شعبان وقد بلغ سنا عالية وصلى عليه الفضل بن عبد الملك إمام مكة وكان آخر من بقى من ولد إسحاق بن إبراهيم وانتهت إليه وصيته وكان أعيا الناس لسانا وأكثرهم في القول خطلا وكان طويل اللحية مغفلا إلا أنه كان صالحا وكتب الحديث ورواه وله أخبار وكتب مصحفة منهاما كتب به إلى أهله من القادسية لما حج وألفى هذا الكتاب بخطه فحكيته على ألفاظه (بسم الله الرحمن الرحيم) كتاب إليكم من القادسية وكنت قد أغفلت أمر الاحاضى فقوالبن أبو الورد يعنى وكيلا له يشترى لكم ثلاث بقرات يحضيها على أحد وعشرين أمهات الاولاد اثنى عشر وأبى وأمى تمام العشرين وأنا آخرهم الحاود والعشرين فرأيكم في ذلك تعجيله إن شاء الله * وقال فيه بعض جيرانه من الشعراء: وصى إسحاق يا بنى صدقه * عما قليل سيأخذ الصدقة ضد لاسحاق في براعته * يظهر من غير منطق حمقه وإن أتى بالكلام بدله * فقال في حلقة لنا لحقه وورد الخبر من فارس بموت إسحاق الاشروسنى ؟ ؟ وكان قد تقلد شرطة
الجانب الشرقي من بغداد (وأقام الحج في هذه السنة) ابن الفضل بن عبد الملك وأبوه حاضر معه
ثم دخلت سنة 306 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس
Shafi 49