فحدثني ابن الفضل بن وارث أنه سقى في داره في ذلك اليوم وتلك الليلة أربعون ألف رطل من الثلج وركب على بن محمد إلى المسجد الجامع ومعه موسى بن خلف صاحبه فصيح به الهاشميون قد أسلمنا وضجوا في أمر أرزاقهم فأمر ابن الفرات من كان معه ألا يكلمهم في شئ فأفرطوا في القول فأنكر ذلك المقتدر وأمر بأن يحجب أصحاب المراتب عن الدار فصار مشايخهم إلى ابن الفرات واعتذروا إليه وقالوا له هذا فعل جهالنا فكلم الخليفة فيهم حتى رضى عنهم وضم إلى ابن الفرات جماعة من الغلمان الحجرية ليركبوا بركوبه ويكونوا معه في كل موضع يكون فيه (وفيها) ورد الكتاب من خراسان يذكر فيه أنه وجد بالقند هار في ابراج سورها برج متصل بها فيه خمسة آلاف رأس في سلال من حشيش ومن هذه الرؤس تسعة وعشرون رأسا في أذن كل رأس منها رقعة مشدودة بخيط ابريسم باسم كل رجل منهم والاسماء شريح بن حيان، خباب بن الزبير، الخليل بن موسى التميمي، الحارث بن عبد الله، طلق بن معاذ السلمى، حاتم بن حسنة هانئ بن عرة وعمر بن علان، جرير بن عباد المدنى، جابر بن خبيب بن الزبير، فرقد بن الزبير السعدى، عبد الله بن سليمان بن عمارة، سليمان بن عمارة، مالك بن طرخان صاحب لواء عقيل ابن لسهيل بن عمرو، عمرو بن حيان، سعيد بن عتاب الكندى، حبيب بن أنس، هارون بن عروة، غيلان بن العلاء، جبريل بن عبادة، عبد الله البجلى، مطرف بن صبح ختن عثمان بن عفان رضى الله عنه وجدوا على حالهم الا أنهم قد جفت جلودهم والشعر عليها بحالته لم يتغير وفى الرقاع من سنة 70 من الهجرة (وفى هذه السنة) عزل يمن الطولونى عن شرطة بغداد ووليها نزار بن محمد الضبى * وفى المحرم من هذه السنة توفى عبد العزيز بن طاهر بن عبد الله بن طاهر أخو محمد بن طاهر وكان عبدا صالحا حسن المذهب كثير الخير ودفن في مقابر
قريش وصلى عليه مطهر بن طاهر (وفيها) مات محدث عدل يعرف بأبى نصر الخراساني في جمادى الاولى (وفيها) مات أبو الحسن أحمد بن العباس بن الحسن الوزير في شعبان وكان قد عنى بالادب ورشح نفسه للوزارة وأهله قوم لها (وفيها) مات لؤلؤ غلام ابن طولون (وفيها) مات أبو سليمان داود بن عيسى ابن داود بن الجراح قبل القبض على أخيه على بن عيسى بشهرين فلم يتخلف أحد عن جنازته من الاجلاء (وفى هذه السنة) قدم طرخان بن محمد بن اسحاق بن كنداجيق من الدينور حاجا في شهر رمضان فركب إلى الوزير على بن عيسى يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة بقيت من شوال وليس عنده خبر فعزاه الوزير عن أبيه فجزع عليه جزعا شديدا وخلع عليه في يوم الخميس بعد ثلاثة أيام وعقد له لواء على أعمال أبيه فكتب إلى أخيه يستخلفه على العمل ونوظر عن الاعمال التى كانت إلى أبيه فقطع الامر معه على ستين ألف دينار حملها عنه حمد كاتبه وجئ بتابوت محمد بن اسحاق لاربع بقين من شوال ودفن في داره بالجانب الغربي (وأقام الحج) للناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي
ثم دخلت سنة 305 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس
Shafi 44