إلى أبى يزيد الشعرانى يرغبه في الطاعة ويتضن له العافية مع الانهاض في المنزلة وخوفه وبال المعصية فجاوبه أبو يزيد والله ما أخافك لانى فتحت المصحف فبدر إلى منه قول الله عز وجل " لا تخاف دركا ولا تخشى " ومع ذلك ففى طالعي كوكب بيبانى لابد أن يبلغني غاية ما أريد فأنفذ بدر الجيش إليه وحوصر حتى أخذ أسيرا فقيلت فيه أشعار منها يا أبا يزيد قائل البهتان * لا تغترر بالكوكب البيبانى وأعلم بأن القتل غاية جاهل * باع الهدى بالغى والعصيان قد كنت بالسلطان عالى رتبة * من ذا الذى أغراك بالسلطان ثم أتى الخبر بأن أبا يزيد هذا مات في طريقه فحمل رأسه إلى مدينة السلام ونصب على سور السجن الجديد وعزل يمن الطولونى عن إمارة البصرة ووليها الحسن بن خليل بن ريمال على يدى شفيع المقتدرى إذ كانت إمارتها إليه
ذكر التقبض على على بن عيسى الوزير وولاية على بن الفرات ثانية
وقبض في هذه السنة على الوزير على بن عيسى يوم الاثنين لثمان ليال خلون من ذى الحجة ونهبت منازل إخوته ومنازل حاشيته وذويا وحبس في دار المقتدر وقلد الوزارة في هذا اليوم على بن محمد بن موسى بن الفرات وخلع عليه سبع خلع وحمل على دابة بسرجه ولجامه فجلس في داره بالمخرم المعروفة بدار سليمان بن وهب وردت عليه أكثر ضياعه التى كانت قبضت منه عند التسخط عليه وظهر من كان استتر بسببه من صنائعه ومواليه وذكر عنه أنه لما ولى ابن الفرات الوزارة وخلع عليه بالغداة زاد ثمن الشمع في كل من منه قيراط ذهب لكثرة ما كان ينفقه منه في وقيده وينفق بسببه وزاد في ثمن القراطيس لكثرة استعماله إياها فعد الناس ذلك من فضائله وكان اليوم الذى خلع عليه فيه يوما شديد الحر
Shafi 43