ترومين يا شيمان تصديق ما تكذبه شهادة العيان وقد ظهر عليك الأسى بأجلى مظاهره.
شيمان :
إيه يا مولاي، أضف هذا الظن بي إلى شدة تعسي، وهب الغاشية التي غشيتني جزعا عليه، فإن حزني - ولي فيه كل العذر - قد أرابكم في كنه أمري، وإنما فجعني نعيه لسقوط رأسه في غير وتري، ولأنه لو أودت به جراحه في سبيل البلاد لفسد انتقامي وأخفقت مساعي. تلك ميتة كريمة أراها غير عادلة في حقي، أما التي أريدها له فميتة لا يصحبها فخار، ولا تحيط بها أبهة ترفعه إلى أعلى الذرى، ميتة تدركه لا في ميدان الشرف بل على المقصلة، فليقتل من أجل أبي لا من أجل الوطن، وليكن اسمه ملوثا وذكراه مشينة. أما ضيعة العمر من أجل الوطن فليست بغبن بل هي الخلود في أبرع صورة للفناء، فخليق بي أن أغتبط بانتصاره، ولا جناح علي، إذ انتصاره يعز الدولة، ويرد على غريمي عالي القدر في الرجال، مرفوع الذكر في الأبطال، متوج الرأس لا بالأزهار ولكن بالعار، أليق ما يكون قربانا لبقايا والدي، يا ويحي لقد أبعدت مرمى أملي. هل على لذريق بأس يخشاه مني وما عليه من دموع إنما تزري على ذرافها.
قد أصبح الملك بأسره مأمنا له ومعتصما، وكل حرام عاد له مباحا تحت سلطانك، استظهر علي كما استظهر على الأعداء، وأراق من الدماء الزكية ما شرف به العدل حتى اختنق، فلم يكن جزاء المنتصر - على جرائمه - إلا حلية جديدة أضيفت إلى حلاه وزينة ذات بهارج، مشينا فيها بكره الإنصاف وراء مركبة الظافر يحف بها ملكان أسيران.
دن فرنان :
يا ابنتي جاوزت الحد في سورة غضبك، أما موقع الأحكام فشأنه أن يزن القضايا بميزان النزاهة.
قتل أبوك إلا انه المعتدي، وتلقاء ذلك يأمرني العدل بالرحمة فشاوري قلبك قبل أن تتهميني في ما بدا مني، ولا جرم أن الغرام الذي تنضم عليه جوانحك يحمد المليك لإبقائه على عشيق لك، ناهيك به من عشيق.
شيمان :
أبسببي تبقي على عدوي، على مثير حنقي، على مسبب مصائبي، على قاتل أبي؟! إنك لا تقدر مسلكي القويم قدره وتحسبني شكورا لإعراضك عن ظلامتي.
فأما وأنت لا تشكيني مما أشكو إليك بدموعي، فأذن يا مولاي أن ألجأ إلى السلاح، هو بالسيف ألحق بي العار وأنا بالسيف أتقاضى الثأر، إني لأطلب رأسه من جميع فرسانك. أجل، ومن جاءني به كنت له حليلة، فليبارزه يا مولاي، فمن انتقم لي من لذريق رضيت به قرينا.
Shafi da ba'a sani ba