Shahidanin Tsana
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Nau'ikan
جيز وكوندة
وفي اليوم التالي كان البارون دي برداليان - من رجال الدوق دي جيز - وهو الذي ضربه جاليو بسيفه، طريحا على مقعد أمام نافذته في القصر يلعن سوء حظه، فأبصر شابا قد دخل القصر وهو متهلل الوجه، وفيما كان يسأل نفسه: أين لقي ذلك الشاب؟ رآه قد مال إليه، وحياه تحية حسنة، وقال له: عفوا يا سيدي، هل لك في أن تدلني على مسكن أمير كوندة؟ فأجابه: اصعد في السلم الكبير الذي تراه هناك، فإن منازل الأمير في الطبقة الأولى.
قال: إني خادمك يا سيدي، وأشكرك كثيرا. - ليس في الأمر ما يوجب الشكر، ولكن هل لك في أن تشرفني بمعرفة اسمك الكريم؟ أجاب: اسمي جاليو دي نرساك يا سيدي.
قال: وأنا اسمي البارون دي برداليان.
قال: أرجو أن تعدني في جملة أصدقائك أيها البارون.
وبعد هنيهة صاح البارون، يالله هذا هو الطالب الذي ضربني بالأمس، وألجأني اليوم إلى ملازمة هذا الكرسي. إلا أنه كان بالأمس لابسا ثوب طالب من مدرسة السوربون، أما اليوم فهو يلبس لباس ظرفاء البلاط، ويذهب ليلقى أمير كوندة. فالمسألة غامضة.
وكان جاليو قد وصل إلى منازل الأمير وهو لا يدري ماذا يفعل، وكان الأمير يروح ويجيء في غرفته، وقد علم أن لارنودي مات، وأن المتآمرين تفرقوا، فكان ينتظر بذاهب الصبر أن يرى الملك، ليتحقق أنهم لا يتهمونه بالاشتراك مع المتآمرين. فلما وقع بصره على جاليو قال له: ادخل أيها الطالب، أجاب: إني أتيت عملا بأمر مولاي. قال: هل تعرف اسم الرجل الشريف الذي سقط قتيلا أمامك أمس؟ أجاب: لقد بلغني اليوم أنه يدعى المسيو دي لارنودي. قال: ولماذا دافعت عنه؟ أجاب: لأنه كان واحدا يقاتل عشرين.
فنظر الأمير إلى جاليو مدهوشا فقال له: إذن أنت فتى شجاع كريم.
أجاب: إني من الأشراف يا مولاي، وكل الذين دعوا باسمي شرفوه بأعمالهم. قال: إن البارون دي برداليان حانق عليك. أجاب: لست أعرفه. قال: هو الذي جرحته أمس.
فضحك جاليو. فقال الأمير: أراك راغبا في دخول البلاط، وقد استبدلت ثوب الطالب بثوب آخر. أجاب: لولاك يا مولاي لربما تم قتلي على يد جنود الدوق دي جيز، فدعني أصير من رجالك!
Shafi da ba'a sani ba