Shahidanin Tsana
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Nau'ikan
ولم يفهم صاحب الفندق معنى ذلك الكلام تماما، إلا أنه ارتعدت فرائصه؛ لأن ما سمعه دله على أن ضيفه عدو للدوق دي جيز، وما من أحد في ذلك العهد إلا وهو يرهب فرنسوا دوق دي جيز، وزير الملك الشاب، بل المتسلط على فرنسا أكثر من الملك فرنسوا الثاني، ومن امرأته ماري ستوارت، أو من والدته الملكة كاترين دي مدسيس، ولم يكن من أحد إلا وهو يخشى سطوة ذلك الدوق إلا إذا كان متصفا ببسالة نادرة.
أما فرنسوا الثاني، وهو الذي جرت على عهده حوادث هذه السيرة، فهو بكر أنجال الملك هنري الثاني وكاترين دي مدسيس، ولد سنة 1544 وتوفي سنة 1560، وتزوج بماري ستوارت سنة 1558، وتبوأ عرش فرنسا سنة 1559، وجده «فرنسوا الأول» الوارد خبره في الرواية الموسومة «بدار العجائب»، وفي الرواية التالية المسماة باسمه.
الفصل الثاني
المؤامرات
لم يقع في اليوم التالي حادث من شأنه أن يؤثر في نيكول بوصه صاحب فندق حملة السلاح. فإن الرجل الغريب بقي في غرفته، وتناول الخادمان ريالين جديدين منه، واسترسل نيكول في تأملاته.
لكنه لما أمسى المساء أخذ يتمشى أمام فندقه، فأبصر رجلين غريبين على غمدي سيفيهما شريطة سوداء من حرير فاستقبلهما، وقال: نزل أمس عندي ضيف لا شك في أنه من أصدقائكما.
فقالا معا: هل أتى؟
أجاب: نعم، وهو رجل غريب الخلق، إذ قدمت إليه أجود خمرة عندي فلم ينطق بكلمة شكر.
وإذا بقائل يقول: اذهب يا نيكول إلى نهر اللوار، وانظر إذا كان قد تحول عن مجراه، ثم عد فأخبرني.
فانثنى نيكول فأبصر الرجل الغريب، وقال: إن نهر اللوار لا يتحول عن مجراه، وإذا تركت الفندق فمن يستقبل صديقيك؟
Shafi da ba'a sani ba