Shahidanin Tsana
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Nau'ikan
فأجابه: إن أعداءك أيها الملك لا يفتئون يسعون سعيهم ضدك.
قال: ما معنى هذا الكلام؟ - لقد حاولوا اليوم ما هو شر من حادثة أمبواز، ولكنني لا أستطيع التكلم ها هنا. - بل تكلم! - لست أعلم أيها الملك إن أعداءنا سيحسبون كلامي افتراء؟ إن لمذهب البروتستانت المخيف أعوانا ونصراء قادرين، وكم من مغرور يود أن يقتادك أيها الملك إلى طريق الرفق والرحمة في حين أن الضرورة تقضي باستخدام العنف والقوة. - زدنا إيضاحا أيها الدوق!
وكان أكثر الحضور قد نهضوا يتململون ضجرا، وجعل مونمورانسي يده على قبضة سيفه، ولبث القوم منتظرين ما يكون، وشرع الدوق يفض رسائل عديدة بين يدي الملك، وفيها أن البروتستانت في جهات متعددة قد ثاروا وحاولوا مهاجمة مدينة ليون، واستفزاز المدن المجاورة، وإن أملاك البابا في بعض هذه النواحي قد هدمت.
فصاح الملك: ما بال هؤلاء البروتستانت لا يرعوون؟ فهم يرومون الاستيلاء على مدينة ليون، بينما نحن نبحث في الملتمس الذي رفعوه إلينا على يد مونمورانسي.
ثم أمر حاكم ليون - وكان حاضرا تلك الجلسة - أن يعود إلى تلك المدينة عاجلا. فأجابه: أنه يسافر في ذلك المساء.
فقال له: اذهب واعضد السلطة الملكية، وقد أذنت لك بفتح المدن والقصور بالمدافع، واستخدام القوة لإهلاك كل مقاوم، ومعاقبة كل من يقصر عن القيام بما يجب عليه، وصادر أموال السكان عند احتياجك إلى القوت لرجالك ولخيلك.
فصاح مونمورانسي: إذن هذه حرب مدنية.
فأجابه الملك: إن البروتستانت بدءوها فالذنب ذنبهم، ولا بد لنا من الدفاع عن تاجنا.
قال: أناشدك الله أيها الملك أن تمنع وقوع هذه الحرب.
أجاب الملك: سنفعل ما نراه واجبا حسنا.
Shafi da ba'a sani ba