فصل فى أجزاء طراغوذيا بحسب الترتيب والانشاد، لا بحسب المعانى ووجوه من القسمة أخرى، وما يحسن من التدبير فى كل جزء وخصوصا ما يتعلق بالمعنى
قد كان عندهم لكل قصيدة من طراغوذيا أجزاء تترتب عليه فى ابتدائها ووسطها وانتهاثها. وكان ينشد بالغناء الرقصى، ويتولاه عدة. فكان جزؤه الذى يقوم مقام التشبيب فى شعر العرب يسمى «مدخلا». ثم يله جزء هناك يبتدىء به معه الرقاص يسمى «مخرج الرقاص». ثم جزء آخر يسمى «مجاز» هؤلاء. وهذا كله ك«الصدر» فى الخطبة. ثم يشرعون فيما يجرى مجرى »الاقتصاص» و«اتلصديق» فى الخطابة، فيسمى «التقويم» ثم كان تختلف أحوال ذلك فى مساكنهم وبلادهم وإن كان لا يخلو من «المدخل» و«مجاز» المغنين.
فالمدخل: هو جزء كلى يشتمل على أجزاء وفى وسطه يبتدىء الملحنون بجماعتهم.
والمخرج: هو الجزء الذى لا يلحن بعده الجماعة منهم.
وأما المجاز: فهو الذى يؤديه المغنون بلا لحن، بل بايقاع.
وأما التقويم: فهو جزء كان لا يؤدى بنوع من الايقاع يستعمل فيما سواه، بل يؤدى بنشيد نوحى لا عمل معه إيقاعى إلا وزن الشعر.
وكل ذلك ينشده جماعة الملحنين. فهذا نوع قسمة الطراغوذيا.
Shafi 186