فهدأت نوعا وهي تقول: أعني أن ... أعتقد أن البنت بريئة ... - إذن فلماذا هربت؟
إنه هو الذي يحقق! على ذلك تمنت من الأعماق براءتهم. وتمتمت: الله أعلم!
وضاق صدر زغلول بالمناقشة فنهض وهو يقول: صدقت، إنه أمر مؤسف ولكن ما الحيلة؟ وقد آن لنا أن نذهب ...
ولما خلا لهما المكان نظرت إلى زوجها قائلة في عتاب: لم تتفوه بكلمة. - إني حزين، هل أفادك ما فعلت ؟ - هو الواجب. - هل خرجت بانطباع ما؟ - يلوح لي أنهم أبرياء. - أرجو ذلك. - مضت ترفع أواني الطعام وهي تقول: عيبنا أن لنا ضمائر.
فقال بسخرية: أفنينا العمر في تربية الضمائر.
فرجعت من المطبخ وهي تقول: يقال إن زماننا بلا ضمير. - في كل عصر مضى قال عنه أهله ذلك. - أتعني أن الضمير خرافة؟ - كلا، ولكنه درجات، وأرفعه شأنا الضمير الذي يردف القول بالعمل فهو نادر جدا في كل عصر، هبي أنك عرفت أن ابنا من أبنائك هو الجاني فماذا كنت تفعلين؟
فتساءلت متحدية: هل تتوقع أن أبلغ الأمر للشرطة؟ - دعينا من الأساطير. - توجد سبل كثيرة للتكفير عن الأخطاء أو إصلاحها. - إنها تتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة. - أعلم ذلك ... - عظيم. - لكن شعوري يحدثني بأنهم أبرياء.
فتمتم بسخرية: إنك تنشدين الراحة.
فقالت بحدة: كلا ...
فقال متنهدا: ثمة أناس يولدون للضياع. - لعلك تشير إلى دور المجتمع؟
Shafi da ba'a sani ba