فقال كالمعتذر: وداد، إنك امرأة ناضجة رغم صغر سنك، لك مزايا عظيمة، الفتونة لم تخلب لبك فأخلصت لنداء قلبك، تحديت الحارة وهربت معي، ناضجة ومحترمة، عظيم، اقترحي علي.
فقالت متأثرة بندمه: اقترح أنت.
فتفكر قليلا ثم قال: الشك يمزق قلبي، أأنا ضحية عبث؟ أم العبث من خلق تعاستي؟ في مثل حالي هذه لا يحسن بي أن أتخذ قرارا! - تستطيع أن تتخذ قرارا في جميع الأحوال.
فتنهد قائلا: سأحمل الشيخ ضرغام رسالة إلى معلمي القديم موجود الديناري أسأله عن شروطه لكي يعفو عنا.
فصمتت غير قليل ثم تمتمت: افعل، لا حيلة لنا، لا أتوقع خيرا.
15
جاءها بالرد مساء اليوم التالي أو اليوم الرابع في مقامها الجديد. قال لها بوجه ناطق بحيرته: كما توقعت.
فقال بأسى: لم أتوقع خيرا. - إنه أفظع من ذلك، لقد قال للرسول: «قل للأعمى أن يستمر.»
فانتقلت الحيرة إلى وجه وداد وغمغمت: أن تستمر؟! - هذا ما ردده في آخر لقاء لي معه. - تستمر في ماذا؟ - لم يزد عما قلت ولم ينقص. - أهذا هو شرطه ليعفو عنا؟! - لم يجر للعفو ذكر في جوابه. - لا شك أنك تفهمه خيرا مني. - إنه يتعمد إبقائي في الحيرة حتى أجن! - ليته يقنع بذلك ويعفو عن أهلنا.
فضحك ضحكة جنونية وقال: لن يكف يده عنهم قبل أن أصدع بأمره وأستمر. - إذن فعليك أن تستمر. - في ماذا؟ - لم لا تستوضحه؟ - فعل الرسول ولكنه لم يرد. الشيخ ضرغام نفسه قال عنه إنه يتعذر التفاهم معه، بيد أنه نصحني بأن أفعل ما يمليه علي ضميري. - رجعنا إلى ما قبل السؤال. - توهمت مرة أنه يعني أن أستمر في المهمة! - ولكنك أخفقت من أول خطوة. - لا أستطيع أن أحكم لأنني لم أطلع على كل ما يدور في رأسه.
Shafi da ba'a sani ba