173

Shaidan Yana Wa'azi

الشيطان يعظ

Nau'ikan

فرجع عبد الرحمن فاضل إلى فؤاد متسائلا: أيدعي أنه صاحب أعمال؟ فماذا أكون أنا؟ ما هو إلا نصاب. مهرب. قواد، كيف عرفته يا بني؟!

تلاشى فؤاد في حمأة الهجوم، اضطرب لدرجة أن اختفى التماثل بين الرجلين. وبادر الشيخ صاوي يقول مدافعا عن ابنه: لم يعش في القاهرة أكثر من أربعة أيام.

لبث عبد الرحمن ينظر إلى فؤاد منتظرا الجواب على سؤاله، فقال فؤاد: عرفته معرفة سطحية في مقهى الأمراء. تبادلنا حديثا عابرا ثم افترقنا.

تنهد الشيخ صاوي في ارتياح. فكر فؤاد بأن أباه مذنب مثله وإلا فما معنى علاقته القديمة بجبريل الصغير؟ أما السيد عبد الرحمن فاضل فقال للشاب بهدوء مريب: الصدق أولى بالشرفاء! - أقسم ...

ولكنه قاطعه: ولا تقسم بالله باطلا!

اصفر وجه فؤاد. لاح شبح الفشل لعيني الشيخ صاوي. استمسك الشيخ بآخر خيط للأمل وقال: اللعنة على جبريل وسيرته. ما من أجل ذلك جئنا، ألم يحدثك الشيخ مندور عن دوافع زيارتنا يا عبد الرحمن بيه؟ فؤاد ولد طيب!

فقال عبد الرحمن فاضل بالهدوء نفسه: كلا ...

تلاقت عينا فؤاد بعيني السيد فومضت الحقيقة حتى أعمته. وقال السيد ببرود: ليس بالولد الطيب ولكنه مهرب، فاسق، معربد ...

هتف الشيخ الصاوي: يا ألطاف الله!

خيم صمت معذب. تجسدت الإهانة كما تجسد اليأس من الخطوبة ... كيف يتكلم الرجل بهذه الثقة؟!

Shafi da ba'a sani ba