Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Nau'ikan
قال الهدهد: فأقلعت للطيران، أؤم عشي في حلوان، وأنا كمن مر به غرام على منازل الآرام، يتلفت قلبي إلى تلك الأجرام، ويعز على نفسي أن تفارق الأهرام، ثم جاشت في صدري هواجس، وامتلأ خطرات من الوساوس، فتمنيت على فئة غير هذه الفئة، وأملت من حكام مصر بعد مائة، أن يتخذوا من الأهرام مقابر، للنفر الأنفعين الأكابر، فيدفن فيها الجليل والعزيز، كالبنثيون في روما وباريز، أمنية إن شئت عدها سخافة، وإن شئت قل حديث خرافة:
من لي بأن تجعل الأهرام مقبرة
كالبنثيون لأهل الفضل والفطن
مفتوحة لوفود الأرض قاطبة
يزورها الناس من شام ومن يمن
مغيبين من الإجلال في جدث
مدرجين من الإعظام في كفن
مسطورة بمذاب التبر فوقهم
آثارهم والذي أسدوا من المنن!
تخيلت ثم خلت الأمر قد تم، وأعلنت الحكومة مشيئتها فيه، وصدر الأمر العالي به، ولم يبق إلا العمل بموجبه، فأنشئت الأضرحة الفخيمة في تلك الحجر القديمة، وأقيم الحراس على أبواب الأهرام، وكتب على مداخلها بماء الذهب: لعظماء الرجال شكر الأوطان، وقيل هذا القبر فأين الميت ...؟
Shafi da ba'a sani ba