Shawqi Abota Arba'in Shekaru
شوقي: صداقة أربعين سنة
Nau'ikan
أقرأ قصائده فتملأ مهجتي
جذلا يزيل شجونها وعناءها
وأظل مغتبطا بها فكأن لي
دون الأنام ثناءها وسناءها
ومن نعم الله علي أنه عافاني من داء الحسد الذي قد يبتلى به الكثيرون لا سيما من رجال الأدب الذين لا يزال الواحد منهم يتعقب ويترقب حتى يجد لأخيه غلطة يبرد غلته بتكرارها وتنبيه الأفكار إليها. وأنا لم أكن حاسدا لشوقي ولا كافيا إياه حسدي ونفاستي وغصتي برفيع مقامه فحسب، بل كنت مفتخرا به فرحا بنبوغه سعيدا بعبقريته أجده من حسنات هذا الزمان الكبرى، ولا تتاح لي الفرصة للإتيان بذكره أو للاستشهاد بشعره إلا توردتها، وقد كان يبدو لي من كتبه إلي أن ذلك يروقه لا سيما عندما كان في أول ميدانه ولم يكن أحرز ما أحرزه فيما بعد من الشهرة الطائرة والزعامة القاهرة، وقد كان يفضي بما يشعر به من افتتاني به إلى خليله وخليلي معا شاعر القطرين وثالث القمرين خليل بك المطران، فكان الخليل يقول له: إن شكيب لا يحسدك ولا يحسد أحدا؛ ولذلك تراه دائما مفتخرا بك.
ولما نشرت كتابي في تاريخ الأندلس تذييلا على رواية «آخر بني سراج» للفيكونت شاتوبريان ختمت ذلك الكتاب بفصل في حالة الشرق وما آل إليه، واستشهدت لشوقي بأبيات ذكرت بمناسبتها أنه شاعر العصر وهي:
وذات دلال من بني الروم حولها
إذا ما تبدت إخوة سبعة مرد
عنيت بها حتى التقينا فهزها
فتى عربي ملء بردته مجد
Shafi da ba'a sani ba