Sharh Sunan Ibn Majah - Al-Rajhi
شرح سنن ابن ماجة - الراجحي
Nau'ikan
شرح حديث ابن مسعود في قول رسول الله له: (إذنك علي أن ترفع الحجاب)
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الله بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: قال لي رسول الله ﷺ (إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك)].
أذنك: يعني: استئذانك، قال المحقق: إسناده صحيح.
وهذا فيه أيضًا: فضيلة من فضائل ابن مسعود؛ لأن النبي ﷺ كان يأذن له كثيرًا؛ وذلك لأنه كان يخدم النبي ﷺ، ولهذا قال النبي ﷺ: (إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي) يعني: تسمع قراءتي، قال: (حتى أنهاك)، فإذا رفع الحجاب وسمع قراءة النبي ﷺ فهذا إذنه على ما بينه وبين النبي ﷺ فيدخل؛ لأنه كان يدخل كثيرًا، ولأنه كان يخدم النبي ﷺ، ويحمل نعليه ومطهرته، ولهذا قال: (إذنك علي) يعني: الإذن بيني وبينك: (أن ترفع الحجاب) كالستارة وما أشبهها، (وأن تسمع سوادي) يعني: تسمع قراءتي.
قال الشارح ﵀: السواد: السرار، يقال: ساودت الرجل مساودة إذا ساررته.
وهذا من فضائل ابن مسعود ﵁، حيث إن النبي ﷺ كان يأذن له كثيرًا، وجعل له علامة أن يرفع الحجاب ويسمع القراءة حتى ينهاه، فإذا نهاه أو أشار إليه بألا يدخل بأن كان هناك حالة تقتضي عدم دخوله فلا يدخل، وإلا فيكون هذا إذن له.
8 / 23