نطرق بغير نواك، ونعرض لغير بعدك، ولكن ذلك مما يخذل الصبر فيه محاولة، ولا يسعد عليه طالبه.
كُلُّ عَيشٍ ما لَمْ تُطِبْهُ حِمَامُ ... كُلَّ شَمْسٍ ما لَمْ تَكُنْهَا ظَلامُ
ثم بين ذلك، بأن ذكر: أن العيش في غير جنبته موت، والحياة إذا لم تطب بقربه حمام، والشمس إذا لم تتأيد بضيائه ظلمته، والنهار إذا لم يستمد ببهجته سدفة، ومن كانت هذه حاله، فالصبر معدوم عند فقده.
أزِلِ الوَحْشَةَ التَّي عِنْدَنا يا ... مَنْ بِهِ يأنَسُ الخميسُ اللُّهَامُ
الخميس: الجيش، واللهام: الذي يلتهم الأرض بكثرته، والالتهام: الابتلاع.
فيقول: أزل بقدومك علينا الوحشة التي أوجبتها رحيلك عنا، يا من بموضعه يأنس الجيش الكثير، والذي يعتد الجيش بشجاعته أكثر من اعتداده بجماعته. وأبدع بالمطابقة بين الأنس والوحشة.
والذي يَشْهَدُ الوغى سَاكِنَ ... القلْبِ كأنَّ القِتَالَ فِيها ذِمَامُ
ثم قال: والذي يشهد الحرب، رابط الجأش، ثابت النفس، غير
1 / 176