المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه ﷺ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف: ١٩٩)، وإن هذا من الجاهلين.
فوقف عمر ولم يتجاوزها؛ لأنه كان وقافا عند كتاب الله ﵁ وأرضاه - فوقف، وما ضرب الرجل وما بطش به؛ لأجل الآية التي تليت عليه.
وانظر إلى أدب الصحابة ﵃ عند كتاب الله؛ لا يتجاوزونه، إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا، مهما كان.
فقوله تعالى (خذ العفو) أي: خذ ما عفا من الناس وما تيسر، ولا تطلب حقك كله؛ لأنه لا يحصل لك، فخذ منهم ما عفا وسهل.
وقوله: (وأمر بالعرف) أي: اأمر بما عرفه الشرع وعرفه الناس، ولا تأمر بمنكر، ولا بغير العرف، لأن الأمور ثلاثة أقسام:
١ - منكر يجب النهي عنه.
٢ - وعرف يؤمر به.
٣ - وما ليس بهذا ولا بهذا فإنه يسكت عنه.
ولكن على سبيل النصيحة ينبغي للإنسان ألا يقول إلا قولا فيه خير، لقول النبي ﷺ (٠ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت» .