151

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Mai Buga Littafi

دار الوطن للنشر

Shekarar Bugawa

1426 AH

Inda aka buga

الرياض

والثالث: قيام على الرجل.
فالقيام إلي الرجل: لا باس به، وقد جاءت به السنة أمرا وإقرارًا وفعلًا أيضًا.
أما الأمر: فإن النبي صلي الله عليه وسلم لما أقبل سعد بن معاذ ﵁ عند تحكيمه في بني قريظة، قال النبي ﵊: «قوموا إلي سيدكم» وكان سعد بن معاذ ﵁ قد أصيب في غزوة الأحزاب في أكحله، والأكحل عرق في الإبهام إذا انفجر مات الإنسان، أصيب به-﵁ فدعا الله أن لا يميته حتى يقر عينه في بني قريظة، وكانوا حلفاء للأوس، وخانوا عهد النبي ﵊ وصاروا مع الأحزاب على رسول الله صلي الله عليه وسلم. فلما طعن سعد قال: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني ببني قريظة، وكان من علو منزلته عند رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يضرب له خباء في المسجد- أي خيمة صغيرة- لأجل أن يعوده من قريب فكان يعوده من قريب.
ولما حصلت غزوة بني قريظة ورضوا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ، أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يحضر سعد إلي بني قريظة، فجاء راكبا على حمار؛ لأنه قد أنهكه الجرح، فلما أقبل قال النبي ﵊: «قوموا إلي سيدكم» فقاموا فأنزلوه، فقال النبي- ﵊ له: إن هؤلاء

1 / 156