Bincikenka na kwanan nan zai bayyana a nan
Sharhin Nahjul Balagha
Ibn Abi Hadid d. 656 AHلما ظهر لهم أنه ليس من ألفاظه ولا من شعره، وكذلك غيرهما من الشعراء؛ ولم يعتمدوا في ذلك إلا على الذوق خاصة.
وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كله ماء واحدا، ونفسا واحدا، وأسلوبا واحدا؛ كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقى الأبعاض في الماهية؛ وكالقرآن العزيز، أوله كوسطه، وأوسطه كآخره؛ وكل سورة منه، وكل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقى الآيات والسور.
ولو كان بعض نهج البلاغة منحولا، وبعضه صحيحا، لم يكن ذلك كذلك؛ فقد ظهر لك بالبرهان الواضح ضلال من زعم أن هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
واعلم أن قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل له به؛ لأنا متى فتحنا هذا الباب، وسلطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو، لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا، وساغ لطاعن أن يطعن ويقول: هذا الخبر منحول؛ وهذا الكلام مصنوع؛ وكذا ما نقل عن أبي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والآداب وغير ذلك، وكل أمر جعله هذا الطاعن مستندا له فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله والأئمة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسلين والخطباء؛ فلناصرى أمير المؤمنين عليه السلام أن يستندوا إلى مثله فيما يروونه عنه من نهج البلاغة وغيره؛ وهذا واضح» (1) .
***
Shafi 9