Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Editsa
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
وهذا أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو سيد البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يمدح الكوفة وأهلها عقيب الانتصار على أصحاب الجمل ، بما قد ذكرنا بعضه وسنذكر باقيه ، مدحا ليس باليسير ولا بالمستصغر ، ويقول للكوفة عند نظره إليها : أهلا بك وبأهلك ! ما أرادك جبار بكيد إلا قصمه الله . ويثني عليها وعلى أهلها حسب ذمه للبصرة وعيبه لها ودعائه عليها وعلى أهلها ، فلما خذله أهل الكوفة يوم التحكيم ، وتقاعدوا عن نصره على أهل الشام ، وخرج منهم الخوارج ، ومرق منهم المراق ، ثم استنفرهم بعد فلم ينفروا ، واستصرخهم فلم يصرخوا ، ورأى منهم دلائل الوهن وأمارات الفشل ، انقلب ذلك المدح ذما ، وذلك الثناء استزادة وتقريعا وتهجينا .
وهذا أمر مركوز في طبيعة البشر ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ، والقرآن العزيز أيضا كذلك ، أثنى على الأنصار لما نهضوا ، وذمهم لما قعدوا في غزاة تبوك ، فقال : ' فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله . . . ' الآيات ، إلى أن رضي الله عنهم ، فقال : ' وعلى الثلاثة الذين خلفوا ' أي عن رسول الله ' حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت . . . ' الآية .
نبذ من فضائل الإمام علي
روى علي بن محمد بن أبي سيف المدائني عن فضيل بن الجعد ، قال : آكد الأسباب في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين أمر المال ، فإنه لم يكن يفضل شريفا على مشروف ، ولا عربيا على عجمي ، ولا يصانع الرؤساء وأمراء القبائل كما يصنع الملوك ، ولا يستميل أحدا إلى نفسه ، وكان معاوية بخلاف ذلك ، فترك الناس عليا والتحقوا ؛ فشكا علي عليه السلام إلى الأشتر تخاذل أصحابه ، وفرار بعضهم إلى معاوية ، فقال الأشتر : يا أمير المؤمنين ، إنا قاتلنا أهل البصرة بأهل البصرة وأهل الكوفة ، ورأي الناس واحد ، وقد اختلفوا بعد ، وتعادوا وضعفت النية ، وقل العدد ، وأنت تأخذهم بالعدل ، وتعمل فيهم بالحق ، وتنصف الوضيع من الشريف ؛ فليس للشريف عندك فضل منزلة على الوضيع ، فضجت طائفة ممن معك من الحق إذ عموا به ، واغتموا من العدل إذ صاروا فيه ، ورأوا صنائع معاوية عند أهل الغناء والشرف ، فتاقت أنفس الناس إلى الدنيا ، وقل من ليس للدنيا بصحب ، وأكثرهم يجتوي الحق ويشتري الباطل ، ويؤثر الدنيا ، فإن تبذل المال يا أمير المؤمنين تمل إليك أعناق الرجال ، وتصف نصيحتهم لك ، وتستخلص ودهم ، صنع لك يا أمير المؤمنين ! وكبت أعداءك ، وفض جمعهم ، وأوهن كيدهم ، وشتت أمورهم ، إنه بما يعملون خبير .
Shafi 117