Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Bincike
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
اتفق شيوخنا كافة رحمهم الله ، المتقدمون منهم والمتأخرون ، والبصريون والبغداديون على أن بيعتة أبي بكر الاصدبق بيعة صحيحة شرعية ، وأنها لم تكن عن نص ن وإنما كانت بالاختيار الذي ثبت بالإجماع ، وبغير الإجماع كونه طريقا إلى الإمامة . | واختلفوا في التفضيل ، فقال قدماء البصريين كأبي عثمان عمرو بن عبيد ، وأبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظام ، وأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، وأبي معن ثمامة بن أشرس ، وأبي محمد هشام بن عمرو والفوطي ، وأبي يعقوب يوسف بن عبد الله السحام ، وجماعة غيرهم ، إن أبا بكر أفضل من علي عليه السلام ، وهؤلاء يجعلون ترتيب الأربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة . | وقال البغداديون قاطبة ، قدماؤهم ومتأخروهم ، كأب يسهل بشر بن المعتمر ، وأبي موسى عيسى بن صبيح ، وأبي عبد الله جعفر بن مبشر ، وأبي جعفر الإسكافي ، وأبي الحسين الخياط ، وأبي القاسم عبد الله بن محمود البلخي وتلامذته . إن عليا عليه السلام أفضل من أبي بكر . | وأبي هذا المذهب ذهب من البصريين أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي أخيرا ، وكان من قبل من المتوقفين ، كان يميل إلى التفضيل ولا يصرح به ، وإذا صنف ذهب إلى الوقف في مصنفاته ، وقال في كثير من تصنيفاته ، إن صح خبر الطائر فعلي ذهب إلى الوقف في مصنفاته ، وقال في كثير من تصانيفه ، إن صح خبر الطائر فعلي أفضل ، ثم إن قاضي القضاة رحمه الله ذذذكر في شرح ' المقالات ' لأبي القاسم البلخي أن أبا علي رحمه الله ما مات حتى قال بتفضيل عليه اعليه السلام ، وقال : إنه نقل ذلك عنه سماعا ، ولم يوجد في شيء من مصنفاته ، وقال أيضا : إن أبا علي رحمه الله يوم مات استدنى ابنه أبا هاشم إليه ، وكان قد ضعف عن رفع الصوت ، فألقى إليه أشياء من جملتها القول بتفضيل علي عليه السلام . | وممن ذهخب من البصريين إلى تفضيله عليه السلام أبو عبد الله الحسين ابن علي البصري رضي الله عنه ، كان متحققا بتفضيله ، ومبالغا في ذلك ، وصنف فيه كتابا مفردا . | وممن ذهب إلى تفضيله عليه السلام من البصريين قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد رحمه الله ، وذكر ابن متويه عنه في كتاب الكفاية في علم الكلام أنه كان من المتوقفين بين علي عليه السلام وأبي بكر ، ثم قطع على تفضيل عليه عليه السلام بكامل المنزلة . ومن البصريين الذاهبين إلى تفضيله عليه السلام أبو محمد الحسن بن متويه صاحب ' التذكرة ' نص في كتاب الكفاية على تفضيله عليه السلام على أبي بكر ، واحتج لذك وأطال في الاحتجاج . | فهذان المذهبان كما عرفت . | وذهب كثير من الشيوخ رحمهم الله إلى التوقف فيها ، وهو قول أبي حذيفة واصل ابن عطاء ، وأبي الهذيل محمد بن الهذيل العلاف ، من المتقدمين ، وهما وإن ذهبا إلى التوقف بينه عليه السلام وبين أبي بكر وعمر قاطعان على تفضيله على عثمان . | ومن الذاهبين إلى الوقف الشيخ أبو هاشم عبد السلام بن أبي علي رحمهما الله والشيخ أبو الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري رحمه الله . | وإما نحن فنذهب إلى ما يذهب إليه شيوخنا البغداديون ، من تفضيله عليه السلام وقد ذكرنا في كتبنا الكلامية ما معنى الأفضل ، وهل المراد به الأكثر ثوابا أو الأجمع لمزايا الفضل والخلال الحميدة ، وبينا أنه عليه السلام أفضل على التفسيرين معا ، وليس هذا الكتاب موضوعا لذكر الحجاج في ذلك أو في غيره من المباحث الكلامية لتذكره ، ولهذا موضع هو أملك به . | وأما القول في البغاة عليه والخوارج ، فهو على ما أذكره لك . أما أصحاب الجمل فهم عند أصحابنا هالكون كلهم إلا عائشةى وطلحة والزبير رحمهم الله فإنهم تابوا ، ولولا لحكم لهم بالنار لإصرارهم على البغي . | وأما عسكر الشام بصفين فإنهم هالكونت كلهم عند أصحابنا لا يحكم لأحد منهم إلا بالنار لإصرارهم على البغي وموتهم عليه رؤساؤهم والاتباع جميعا . | وأما الخوارج فإنهم مرقوا عن الدين بالخبر النبوي المجمع عليه ، ولا يختلف أصحابنا في أنهم من أهل النار | وجملة الأمر أن أصحابنا يحكمونه بالنار لكل فاسق مات على فسقه ، ولا ريب في أن الباغي على الإمام الحق والخارج عليه بشبهة أو بغير فاسق ، وليس هذا مما يخصون به عليا عليه السلام ، فلو خرج قوم من المسلمين على غيره من أئمة الإسلام العدول لكان حكمهم من خرج على علي صلوات الله عليه . وقد برئ كثير من أصحابنا من قوم من الصحابة أحبطوا ثوابهم ، كالمغيرة بن شعبة وكان شيخنا أبو القاسم البلخي إذا ذكر عنده عبد الله بن الزبير ، يقول : لا خير فيه ، وقال مرة : لا يعجبني صلاته وصومه ، وليسا بنافعين له مع قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : ' لا يبغضك إلا منافق ' وقال أبو عبد الله البصري رحمه الله لما سئل عنه : ما صح عندي أنه تاب من يوم الجمل ، ولكنه استكثر مما كان عليه . | فهذه هي المذاهب والأقوال ، أما الاستدلال عليها فهو مذكور في الكتب الموضوعة لهذا الفن . | |
Shafi 13