294

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

وقال سليمان بن حنظلة : بينا نحن حوالي أبي كعب نمشي ، إذ رآه عمر فعلاه بالدرة ، وقال له : انظر من حولك ! إن الذي أنت فيه ذلة للتابع ، فتنة للمتبوع .

وخرج عبد الله بن مسعود من منزله ، فاتبعه قوم ، فالتفت إليهم وقال : علام تتبعونني ؟ فوالله لو تعلمون مني ما أغلق عليه بابي لما تبعني منكم اثنان .

وقال الحسن : خفق النعال حول الرجال مما يثبت عليهم قلوب الحمقى .

وروي أن رجلا صحب الحسن في طريق ، فلما فارقه قال : أوصني رحمك الله ! قال : إن استطعت أن تعرف ولا تعرف ، وتمشي ولا يمشى إليك ، وتسأل ولا تسأل ، فافعل .

وخرج أيوب السختياني في سفر ، فشيعه قوم ، فقال : لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره ، لخشيت المقت من الله .

وعوتب أيوب على تطويل قميصه ، فقال : إن الشهرة كانت فيما مضى في طوله ، وهي اليوم في قصره .

وقال بعضهم : كنت مع أبي قلابة ، إذ دخل رجل عليه كساء ، فقال : إياكم وهذا الحمار الناهق - يشير به إلى طالب شهرة .

وقال رجل لبشر بن الحارث : أوصني ، فقال أخمل ذكرك ، وطيب مطعمك .

وكان حوشب يبكي ويقول : بلغ اسمي المسجد الجامع .

وقال بشر : ما أعرف رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح .

وقال أيضا : لا يجد الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس .

فهذه الآثار مما ورد عن الصالحين رحمهم الله في ذم الرياء وكون الشهرة طريقا إلى الفتنة .

وقد صرح أمير المؤمنين عليه السلام في مدح الأبرار - وهم القسم الخامس - بمدح الخمول ، فقال : وقد أخملتهم التقية - يعني الخوف .

وقد ورد في الأخبار والآثار شيء كثير في مدح الخمول .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبر قسمه ' . وفي رواية ابن مسعود : ' رب ذي طمرين لا يؤبه له ، ولو سأل الجنة لأعطيها ' .

وفي الحديث أيضا عنه صلى الله عليه وسلم : ' ألا أدلكم على أهل الجنة ؟ كل ضعيف مستضعف ، لو أقسم على الله لأبره ، ألا أدلكم على أهل النار ؟ كل متكبر جواظ ' .

Shafi 108