293

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

وضرب عمر رجلا بالدرة ، ثم ظهر له أنه لم يأت جرما ، فقال له : اقتص مني ، فقال : بل أدعها لله ولك ، قال : ما صنعت شيئا ؛ إما أن تدعها لي فأعرف ذلك لك ، أو تدعها لله وحده . وقال الحسن : لقد صبحت أقواما ، إن كان أحدهم لتعرض له الكلمة لو نطق بها لنفعته ونفعت أصحابه ، ما يمنعه منها إلا مخافة الشهرة ، وإن كان أحدهم ليمر فيرى الأذى على الطريق فما يمنعه أن ينحيه إلا مخافة الشهرة .

وقال الفضيل : كانوا يراؤون بما يعملون ، وصاروا اليوم يراؤون بما لا يعملون .

وقال عكرمة : إن الله تعالى يعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله ، لأن النية لا رياء فيها .

وقال الحسن : المرائي يريد أن يغلب قدر الله تعالى ، هو رجل سوء ، يريد أن يقول الناس : هذا صالح ؛ وكيف يقولون وقد حل من ربه محل الأردئاء ، فلا بد لقلوب المؤمنين أن تعرفه .

وقال قتادة : إذا راءى العبد ، قال الله تعالى لملائكته : ' انظروا إلى عبدي يستهزئ بي ' .

وقال الفضيل : من أراد أن ينظر مرائيا فلينظر إلي .

وقال محمد بن المبارك الصوري : أظهر السمت بالليل ، فإنه أشرف من سمتك بالنهار ، فإن سمت النهار للمخلوقين ، وسمت الليل لرب العالمين .

وقال إبراهيم بن أدهم : ما صدق الله من أحب أن يشتهر .

ومن الكلام المعزو إلى عيسى بن مريم عليه السلام : إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ، وليمسح شفتيه ، لئلا يعلم الناس أنه صائم . وإذا أعطى بيمينه ، فليخف عن شماله ، وإذا صلى فليرخ ستر بابه ، فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق .

ومن كلام بعض الصالحين : آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة .

وروى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' بحسب المرء من الشر ، إلا من عصمه الله من السوء ، أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه ، إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ' .

وقال علي عليه السلام : تبذل لا تشتهر ، ولا ترفع شخصك لتذكر بعلم ، واسكت واصمت تسلم ، تسر الأبرار ، وتغيظ الفجار .

وكان خالد بن معدان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة .

وراى طلحة بن مصرف قوما يمشون معه نحو عشرة ، فقال : فراش نار ، وذبان طمع .

Shafi 107