254

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

تقولون في المجالس كيت وكيت ، أي سنفعل وسنفعل ، وكيت وكيت كناية عن الحديث ، كما كني بفلان عن العلم ، ولا تستعمل إلا مكررة ، وهما مخففان من كية ، وقد استعملت على الأصل ، وهي مبنية على الفتح . وقد روى أئمة العربية الضم والكسر أيضا .

فإذا جاء القتال فررتم وقلتم : الفرار الفرار .

ثم أخذ في الشكوى ، فقال : من دعاكم لم تعز دعوته ، ومن قاساكم لم يسترح قلبه . دأبكم التعلل بالأمور الباطلة ، والأماني الكاذبة . وسألتموني الإرجاء وتأخر الحرب كمن يمطل بدين لازم له . والضيم لا يدفعه الذليل ، ولا يدرك الحق إلا بالجد فيه والاجتهاد وعدم الانكماش . وباقي الفصل ظاهر المعنى ، وقوله : القوم رجالكم أمثالكم ، مثل قول الشاعر :

قاتلوا القوم يا خزاع ولا . . . يدخلكم من قتالهم فشل

القوم أمثالكم لهم شعر . . . في الرأس لا ينشرون إن قتلوا

وهذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين عليه السلام في غارة الضحاك بن قيس ، ونحن نقصها ههنا :

من أخبار الضحاك بن قيس

روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات قال : كانت غارة الضحاك ابن قيس بعد الحكمين ، وقبل قتال النهروان ، وذلك أن معاوية لما بلغه أن عليا عليه السلام بعد واقعة الحكمين تحمل إليه مقبلا ، هاله ذلك ، فخرج من دمشق معسكرا ، وبعث إلى كور الشام ، فصاح بها : إن عليا قد سار إليكم وكتب إليهم نسخة واحدة ، فقرئت على الناس : أما بعد ، فإنا كنا كتبنا كتابا بيننا وبين علي ، وشرطنا فيه شروطا ، وحكمنا رجلين يحكمان علينا وعليه بحكم الكتاب لا يعدوانه ، وجعلنا عهد الله وميثاقه على من نكث العهد ولم يمض الحكم ، وإن حكمي الذي كنت حكمته أثبتني ، وإن حكمه خلعه ، وقد أقبل إليكم ظالما ، ' فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ' ، تجهزوا للحرب بأحسن الجهاز ، واعدوا آلة القتال ، وأقبلوا خفافا وثقالا يسرنا الله وإياكم لصالح الأعمال ! فاجتمع إليه الناس من كل كورة وأرادوا المسير إلى صفين ، فاستشارهم ، وقال : إن عليا قد خرج من الكوفة ، وعهد العاهد به أنه فارق النخيلة .

فقال حبيب بن مسلمة : فإني أرى أن نخرج حتى ننزل منزلنا الذي كنا فيه ، فإنه منزل مبارك ، وقد متعنا الله به وأعطانا من عدونا فيه النصف .

Shafi 68