Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Editsa
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
قلت : إن لقائل أن يقول : هلا قلت في هذا ما قلت في السيئة والمصيبة ! ألست القائل : إن التقابل حسن بين المصيبة والسيئة ، لكنه تقابل العموم والخصوص ! وهذا الموضع مثله أيضا ، لأن كل مبغض لك مجرم إليك ، مجرد البغضة جرم ، ففيهما عموم وخصوص .
بل لقائل أن يقول : كل مجرم مبغض ، وكل مبغض مجرم ، وهذا صحيح مطرد .
ومن خطبة له في ذم المتخاذلين الأصل : أيها الناس ، المجتمعة أبدانهم ، المختلفة أهواؤهم ، كلامكم يوهي الصم الصلاب ؛ وفعلكم يطمع فيكم الأعداء .
تقولون في المجالس كيت وكيت ، فإذا جاء القتال قلتم : حيدي حياد ! ما عزت دعوة من دعاكم ، ولا استراح قلب من قاساكم . أعاليل بأضاليل ؛ دفاع ذي الدين المطول ؛ لا يمنع الضيم الذليل ، ولا يدرك الحق إلا بالجد .
أي دار بعد داركم تمنعون ! ومع أي إمام بعدي تقاتلون ! المغرور والله من غررتموه ، ومن فاز بكم فقد فاز والله بالسهم الأخيب ، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل .
أصبحت والله لا أصدق قولكم ، ولا أطمع في نصركم ، ولا أوعد العدو بكم ، ما بالكم ؟ ما دواؤكم ؟ ما طبكم ؟ القوم رجال أمثالكم ، أقولا بغير علم ، وغفلة من غير ورع ، وطمعا في غير حق ! الشرح : حيدي حياد ، كلمة يقولها الفار ، وهي نظيرة قولهم : فيحي فياح ، أي اتسعي ، وصمي صمام ، للداهية . وأصلها من حاد عن الشيء ، أي انحرف ، وحياد مبنية على الكسر ، وكذلك ما كان من بابها ، نحو قولهم : بدار ، أي ليأخذ كل واحد قرنه . وقولهم : خراج في لعبة للصبيان ، أي اخرجوا .
والباء في قوله : بأضاليل متعلقة بأعاليل نفسها ، أي يتعللون بالأضاليل التي لا جدوى لها .
والسهم الأفوق : المكسور الفوق ، وهو مدخل الوتر . والناصل : الذي لا نصل فيه ؛ يخاطبهم فيقول لهم : أبدانكم مجتمعة وأهواؤكم مختلفة ، متكلمون بما هو في الشدة والقوة يوهي الجبال الصم الصلبة ، وعند الحرب يظهر أن ذلك الكلام لم يكن له ثمرة .
Shafi 67