المطلب الثاني: نسبته إلى الغزالي
لقد تواترت نسبته إليه، حتى أنه لا يوجد شكٌّ في صحة هذه النسبة إلى الغزالي، كما نص هو على ذلك فيه، ثم إن كثيرًا من العلماء الذين أتوا بعد الغزالي أفادوا من كتابه هذا، وعنوا به، ونقلوا عنه، وعزوا إليه.
المبحث الثاني: أهميته وانتشاره
يعد كتاب "الوسيط في المذهب" أحد الكتب الخمسة التي عليها مدار الفقه الشافعي (١)، فهو يتبوأ مكانة مهمَّة بين الكتب الفِقهيَّة على وجه العموم، وبين كتب الفقه الشافعي على وجه الخصوص، وقد تلقاه العلماء وطلبة العلم بالقبول، وذاع صيته وانتشر حتى في حياة مؤلفه؛ لما يمتاز به الكتاب من حسن الترتيب، والتهذيب، وذكر الأدلة، والأقول، والمناقشات في أكثر الأحيان، مع التخريجات العميقة، والتفريعات الدقيقة، وتحرير محل النزاع في كثير من الأماكن، وذكر مبنى الخلاف، والترجيح بين الأقوال والوجوه في الغالب، مع عدم إغفال آراء بقيَّة الأئمة الآخرين غير الشافعي (٢).
_________
(١) انظر: كشف الظنون ٢/ ٢٠٠٨، إتحاف السادة ١/ ٤٣.
(٢) انظر: مقدمة تحقيق الوسيط لعلي محيي الدين القره داغي ١/ ٢٥١، المجموع ١/ ٣، الوافي بالوفيات ١/ ٢٧٦، الغاية القصوى ١/ ١٧٣ - ١٧٤.
المقدمة / 50