27

Sharh Madar Al-Usul

شرح مدار الأصول

Editsa

إسماعيل عبد عباس

Mai Buga Littafi

تكوين العالم المؤصل

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1436 AH

والذي يبدو من كل هذه النقولات أنَّها اعتمدت على نقل البغدادي من كلام ابن الفرات، والمتمعن في كلام ابن الفرات، يجد فيه بعض المغالطات، حيث إنَّه وصف الكرخي بأنَّه كان مبتدعاً، رأساً في الاعتزال، مهجوراً على قديم الزمان(١).

وهذا الكلام يناقض تماماً ما ثبت عن أبي الحسن الكرخي، بأنَّه شيخ الحنفية في عصره، وانتهت إليه رئاستها، فكيف تولي هذه المدرسة العريقة شيخاً مبتدعاً موصوفاً بالاعتزال، ولاسيما أنَّ عصر الكرخي يعد من العصور الذهبية للحركة العلمية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وصفه أيضاً بأنه كان (مهجوراً)، فكيف يوصف بالهجر، وهو الذي كانت تشد إليه الرحال في طلب العلوم، وقد بينت جانباً من ذلك عند الحديث عن تلامذته، بل هو من كان يهجر من تولى القضاء، أو أي منصب دنيوي من تلامذته، كما فعل مع أبي بكر التنوخي، فهذان الوصفان أنَّه مبتدعٌ ومهجورٌ يخالفان تماماً ويناقضان ما ثبت تواتراً عن حال الكرخي، فلا يستبعد الثالث وهو كونه رأساً في الاعتزال، هذا وقد ردَّ بعض العلماء ما نسب إلى الكرخي من وصفه بالاعتزال، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث ذكر في ترجمته عن الكرخي أنَّه قال:

(١) ينظر: تاريخ بغداد: ٣٥٣/١٠ .

26