Sharh Lum'at al-I'tiqad - Nasser al-Aql

Nasser Al-Aql d. Unknown
6

Sharh Lum'at al-I'tiqad - Nasser al-Aql

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

Nau'ikan

لله الأسماء الحسنى والصفات العلى قال المصنف رحمه الله تعالى: [له الأسماء الحسنى والصفات العلى]. هذه قاعدة ثانية تتفرع عن الأولى، وهو أن الله ﷿ له الأسماء الحسنى مطلقًا، وله الصفات العلى مطلقًا، فيتفرع عن هذه القاعدة أصول سيذكرها الشيخ بعد قليل؛ لأن الأسماء الحسنى قد يدخل البعض فيها أشياء يرى أنها حسنى وهي لا تليق بالله ﷿، أو ينفي أشياء يرى أنها غير حسنى، وهي من الكمال، إذًا هنا لا بد من ضابط يُضبط به معنى الحسنى ومعنى العلى، وستأتي الإشارة إلى هذه الضوابط إن شاء الله. قال المصنف رحمه الله تعالى: [له الأسماء الحسنى والصفات العلى ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه:٥ - ٧] أحاط بكل شيء علمًا، وقهر كل مخلوق عزة وحكمًا]. قوله: (وقهر كل مخلوق عزة وحكمًا) نرجعه إلى الأصل، وهو أن الله ﷿ موصوف بالكمال، وأن له الأسماء الحسنى وكذلك الصفات والأفعال، فكل شيء حسن وعلي وعظيم فالله ﷿ موصوف به، فمن هنا قوله: (قهر)، قد يتوهم بعض السامعين والقارئين أن القهر يراد به القهر الذي يكون فيه شيء من الظلم، والله ﷿ منزّه عن ذلك، فقهر الله ﷿ قهر ربوبية، وقهر العلم والعزة والحكم والكمال؛ لأن القهر الذي يتصف به المخلوق قد يكون فيه ظلم واعتداء، والله ﷿ ليس كالمخلوق بل له الكمال الكامل، فإذا جاءتنا مثل هذه العبارات التي يكون فيها عند المخلوق نوع من التفسير الذي لا يليق بالله ﷿، فإذًا نحملها على معنى الكمال لله ﷿، وأن قهر الله ﷿ قهر ربوبية، وهو مع ذلك رحيم ودود عليم حكيم.

1 / 6