Sharhin Lamiyat Afcal
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
Nau'ikan
ومثال النون للمتكلم عن نفسه بأن كان الفعل وحده: (نحن نقص) (وننزل من القرآن) ()ونحن نرزق
(زإنا نحن نحي ونميت) وقد يقال: إنها في نقص، وننزل ونحوهما للمتكلم ومن معه، لأن القص والتنزيل بواسطة الملك، وإذا راعينا أن فعل الملك مخلوق لله فهي للمعظم نفسه، وعبارة السعد، وتستعمل في المتكلم وحده في موضع التفخيم.
قال الغزى: الظاهر أن مراده تعظيم المتكلم، والتوجيه أن العظيم يتكلم عن نفسه وغيره غالبا، لأن اتباعه يشاركونه في غالب أموره، فالاستعمال المذكور مجاز عن الجمع لعدم المعظم كالجماعة، ولم يجئ مثله في المخاطب والغائب المعظمين في الكلام القديم المعتد به، أي كلام القدماء ذكره السعد في المطول، وإنما هو من استعمال المولدين.
قال ابن قاسم: وتكون النون للمتكلم المعظم بحسب الواقع.
وقال بعضهم: إنما يستعمله المعظم لنفسه وحده حيث ينزل نفسه منزلة الجماعة، ويبحث فيما مر من أنه لم يجئ مثل ذلك في الغائب المخاطب في الكلام القديم، بأن صاحب الكشاف والبيضاوي جوزافي(فإن لم يستجيبول لكم فاعلموا) أن يكون الجمع لتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستدل صاحب الكشاف بقوله: فإن شيت حرمت النساء سواكم، وذكر البيضاوي في قوله تعالى: (ن والقلم وما يسطرون) أن ضمير يسطرون راجع إلى القلم، والجمع للتعظيم إن أريد العلم الذي خط اللوح، وفي قوله تعالى: (على خوف من فرعون وملئهم) أن الضمير لفرعون، وجمعه على ما هو المعتاد في ضمير العظماء، فحمل ذلك على أسلوب المولدين لا يلتزمه عاقل، والظاهر ما استشهد به صاحب الكشاف من كلام القدماء.
وقد قيل في (رب ارجعوني) أن الواو لله لتعظيمه، وفيه بحث في النحو والسعد تبع في ذلك الرضى، وعبارة الرضى تكون للواحد المعظم، وهو مجاز من الجمع لعدهم المعظم كالجماعة، ولم يجئ للواحد الغائب، والمخاطب المعظمين فعلوا وفعلت وفعلتم، في الكلام القديم المعتد به، وإنما هو من استعمال المولدين أ. ه.
Shafi 27