فذو التعدى بكسر حبه وع ذا
وجهين هر وشد عله عللا
وبت قطعا لم .................
..............................
أي إن أردت بيان المضاعف المفتوح المتعدى المكسور عين مضارعه ندورا فاعلم أنه على قسمين:
أحدهما: ورد بالكسر فقط, وهو كلمة واحدة وهو كلمة واحدة وهي حبة يحبه بكسر حاء المضارع كسرا منقولا لا من بائه الأولى التي هي عينه وفتح يائه فأصل حب حبب بفتح الياء الأولى سلب فتحها وأدغمت في الثانية وأصل مضارعه المذكور يحببه بفتح الياء المثناة وسكون الحاء وكسر الباء الأولى نقل كسرها إلى الحاء وأدغمت في الثانية والكسر شاذ ولم يرد معه الضم وبذلك قرأ أبو رجاء العطارى:( فاتبعوني يحببكم الله ) بفتح المثناة وكسر الحاء نقلا من الباء المدغمة وفتح الباء الثانية المدغم فيها للتخفيف فتحا مانعا من ظهور الجزم المنوى فيها ولو ظهر الإدغام لالتقى ساكنان.
قال في الصحاح: حبه يحبه بالكسر شاذ لأنه لا يأتي في المضاعف المتعدي بالكسر إلا ويشاركه يفعل بالضم وحب الثلاثي المذكور لغة في أحبه يحبه بضم الياء وكسر الحاء رباعيا كأكرمه يكرمه وبه قرئت الآية في السبع وإسم مفعول الثلاثي محبوب على القياس والمصدر حب وحب بالضم والكسر كذا ورد وورد أيضا الحباب بكسر الحاء والحباب بضمها والمحبة مصدر ميمي.
وأما الرباعي فاسم مفعولة القياسي محب بضم الميم وفتح الحاء لكنه قليل الاستعمال فهو شاذ استعمالا فصيح قياسا والغالب مجي اسم مفعولة بلفظ محبوب كالثلاثي يقال: أحبه فهو محبوب شاذ قياسا فصيح استعمالا وقياس مصدره الإحباب بكسر الهمزة والأكثر الاستغناء عنه بالمصادر المذكورة.
الثاني: ما ورد بالضم على القياس وبالكسر على الشذوذ وهو خمسة ألفاظ:
Shafi 1
الأول: هو زيد الشئ يهره بضم الهاء نقلا من الراء المدغمة الأولى وهو القياس وبكسرها كذلك على الشذوذ وأصل هر هرر بفتح الراء الأولى سلب فتحها وأدغمت في الثانية وأصل يهر يهرر بسكون الهاء وضم الراء الأولى أو كسرها نقل ضمها أو كسرها إلى الهاء وأدغمت وهكذا في مثل ذلك مما يأتي وغيره والمعنى كرهه ويكرهه وكذا هرته الحرب تهره وتهره بالضم والكسر كذللك والمصدر هر وهرير وأصلها من هر الكلب يهر بالكسر دون الضم هريرا وهو صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد كأنه كره البرد وهو لازم ولكونه الأصل لهما جاء فيهما الكسر.
وأما هره البرد أي صوته فالمضارع له يهر بالضم فقط علي القياس وكذا هر البعير سلحه أطلقه من بطنه وأما هر الشوكة اشتد يبسه أو يبس وتنفش مطلقا وهرت القوس صوتت وهر أكل هرور العنب وهر بسلحه رمى به وهر سلحه استطلق وهرت الإبل أكثرت من أكل الحمض فالمضارع فيها بالكسر فقط على القياس لأنهن لوازم مثل هر الكلب.
الثاني: شده يشده بالضم قياسا والكسر شذوذا وداله مهمله أي أوثقه أو قواه وأصله شد الشيء باللزوم أي اشتد ولذا جاء الكسر لأن شد الشيء بالرفع أي اشتد مضارعه بالكسر على القياس لأنه لازم وكذا شد حمل في الحرب وشد عدا وشدت النار ارتفعت وقيل مضارع شد بمعنى عدا مضموم العين لزوما شذوذا وهو ما عليه النظم كما يأتي.
وأما شذ بذال معجمه بمعنى خرج عن الجمهور فمضارعه بالضم والكسر وهو مفتوح عين الماضي لأنه لازم ولم يذكره وأما شذه بالمعجمة والتعدي أي أخرجه عن الجمهور فمضارعه بالضم على القياس.
Shafi 2
الثالث: عله يعله بالضم على القياس ويعله بالكسر على الشذوذ أي سقاه السقيه الثانية أو سقيا بعد سقيا تباعا أو سقيا بعد ري وهى العلل بفتح العين واللام الأولى وأما الأولى فتسمى النهل بفتح النون والهاء ويقال أيضا: العل وإنما جاء فيه الكسر لأن أصله علت الأرض تعل بالكسر أي كثر ماؤها وهذا لازم ويقال: عل بنفسه يعل ويعل بالوجهين أي شرب ثانيا وهو لازم لا شاهد فيه.
وأما عل يعل بالبناء للفاعل أي مرض فالمضارع فيه بالكسر فقط على القياس للزومه واحترز بقوله: عللا من عله الله بدون همزة أي مرضه بناء على جوازه وعل إبله صرفها قبل الري فإن مضارعهما مضموم على القياس.
الرابع: بيت الشيء بيته بالضم على القياس وبالكسر على الشذوذ أي قطعه كما فسره بقوله: قطعا قاله أبو يحي.
قال صاحب فتح الأقفال: لم يظهر لي وجه تقييد الناظم له بقوله: قطعا إلا أن يكون تفسيرا
قلت: يجوز أن يريد به التفسير والاحتراز عن بت أي هزل فإنه لازم مكسور المضارع على القياس وعن بت بمعني انقطع إن قلنا بوروده فإنه لازم مكسور المضارع كذلك وإنما جاء الكسر في مضارع بته بمعنى قطعه لأن أصله بت بمعنى انقطع المكسور المضارع للزومه وتاء الكل مثناة وأما بثه بمثلثه أي فرقه ونثره فمضارعه مضموم مكسور كذلك ولم يذكره وأما بث الغبار بمثلثة أي هيجه فمضارعه مضموم على القياس.
الخامس: نم الحديث ينمه بالضم قياسا وينمه بالكسر شذوذا نقله سواء أفشاه أم لا وقيل: أفشاه وفرقه وسواء نقلعه على وجه الصلاح أو الفساد وقيل: على وجه الفساد وأما على وجه الصلاح فيقال: أنمه أي نقله على الصلاح وكذلك نم زيدا عمرا أي أغراه ونم الكلام زينه ينمه وينمه فيهما بالكسر والضم وهو القياس وكلام الناظم شامل لذلك فحمل صاحب فتح الأقفال وغيره كأبي يحي وصاحب التحقيق لكلام الناظم على نم الحديث فقط إما قصور وإما اقتصار نجانا الله منهما.
Shafi 3
وقد يجاب: بأن وجه الحمل عليه فقط أنه هو الذي يقال في حيزه: نم الحديث بالرفع أي انتقل أو فشي ينم بالكسر فقط على القياس للزومه وهو أصله فلذا جاء فيه الكسر مع الضم لا الضم وحده وأما نم المسك أي سطع فمضارعه بالكسر فقط على القياس والله أعلم.
وظاهر كلام المصنف في هذا النظم وغيره أنه لم يجيء من فعل المفتوح المضاعف المتعدى مضارع مضموم العين مكسورها غير تلك الخمسة وليس كذلك فإن بث بمعجمه أي فرق كذلك وصر كذلك بمعني جمع قرأ ابن عباس: (فصرهن إليك) بضم الصاد وكسرها وتشديد الراء المفتوحة وهو أمر يصر بضم الصاد وكسرها نقلا من الراء المدغمة ذكره الزمخشري ورم الشيء يرمه بالضم والكسر أي أصلحه كذلك ذكره صاحب تحقيق المقال وصاحب القاموس.
وهش الورق يهشه ويهشه بالضم والكسر كذلك وبهما قرئ: ( وأهش بها على غنمي ) والكسر قراءة النخعى أي أهش الورق وأصله من هش الخبز بالرفع يهش بالكسر إذا كان ينكسر وهذا لازم ولكونه أصلا للمتعدي المذكور جاء في ذاك المتعدي الكسر مع الضم ذكر تلك المادة الزمخشري وصاحب القاموس وتحقيق المقال وقد تقدم بالتمثيل بها للمضاعف المتعدي.
ونث الخبز ينثه وينثه بالضم والكسر أي أفشاه ونث الجرح ينثه وينثه كذلك أي دهنه وهما بنون ومثلثة ذكره في القاموس وشج رأسه يشجه ويشجه كذلك كسره وكذا شج البحر يشجه ويشجه شقه وشج المفازة يشجها ويشجها قطعها وشج الشراب ويشجه مزجه ذكره في القاموس.
وأضه يؤضه ويؤضه كذلك أي ابلغه المشقة أو كسره أو ألجأه إلى كذا ولم يذكر في القاموس فيه إلا الضم لأنه ذكر ماضيه بدون مضارعه فهو ككتب يكتب كما تراه في ترجمته فبطل قول صاحب فتح الأقفال أنه ذكر الوجهين في القاموس فهذه سبعة أفعال مفتوحة متعدية مضاعفة جاء في مضارعها الضم وهو القياس والكسر على الشذوذ مثل الخمسة التي ذكرها الناظم والجملة اثنا عشر ولولا العجل منى لبحثت فأزيد على ذلك إن شاء الله والأمر بيده.
Shafi 4
ويعلم من قولي أصل هره هو هر اللازم الذي هو فعل الكلب وأصل شده شد اللازم بمعنى اشتد وأصل عله عل اللازم المستعمل للأرض بمعنى كثر ماؤها وأصل بته بت اللازم بمعنى انقطع ومعنى نمه نم اللازم بمعنى انتقل أو فشي وأصل هشه هش اللازم بمعنى انكسر إن الذي سهل مجيء الكسر مع الضم هو أن أصلها فعل لازم واللازم كما صرحت به وأنه تتعدى مرة وتلزم أخرى.
تنبيهان:
الأول: المضارع المضاعف المجزوم مطلقا وأمره يجوز فكهما وهو لغة الحجاز وهو الأفصح وبه جاء القرآن غالبا نحو: ( إن تمسكم حسنة ) ( ومن يحلل عليه غضبي ) ( واغضض من صوتك ) ( ولا تمنن ) والإدغام وهو لغة تميم.
قال السيوطي: وغيرهم وجهها اعتداد بتحريك الساكن في بعض الأحوال نحو: لم يردد القوم واردد القوم وأهل الحجاز لا يعتدون بذلك وجاء عليها: ( ومن يرتد ) في بعض القراءات في المائدة: ( ومن يشاق الله ) في الحشر و قول جرير:
* فغض الطرف إنك من نمير *
وتجب همزة الوصل في الأمر الثلاثي علي لغة الحجاز لأجل تسكين الحرف الأول ويجب طرحها علي لغة تميم لعدم الاحتياج إليها لأن الأول عندهم متحرك وذكر الكسائي أن سمع من عبد القيس إثبات همزة الوصل مع الإدغام قالوا: أرد وأغض وأمر ولم يحك ذلك أحد من البصريين وإذا إتصل بالمدغم فيه واو جمع أو ياء مخاطبة أو نون توكيد أبقى الحجازيون وغيرهم الإدغام لأن الفعل متحرك قبل هذه العلامات فتحريكه ليس بعارض فلا يرددان من شرط الإدغام عدم عروض حركة الحرف الثاني من المثلين.
Shafi 5
قال بعضهم: التزم المدغمون فتح المدغم فيه قبل هاء الغائبة كردها ولم يردها لأن الهاء خفية فلم يعتدوا بوجودها فكان ما قبلها متصل بالألف بعدها والتزموا ضمه قبل هاء الغائب نحو: رده ولم يرده وحكى الكوفيون ضمه وكسره قبل هاء الغائبة وكسره وفتحه قبل هاء الغائب وذلك في مضموم الفاء وهاء الغائب يضمها الحجاز بعد ضمة وفتحة وكسرة وياء ساكنة وغيرها ويكسرها غيرهم بعد ياء ساكنة أو كسرة وحكى ثعلب فتح المدغم فيه وكسره وضمه قبل هاء الغائب.
قال الشيخ خالد: وغلطوه في تجويز الفتح.
قلت: مر عن الكوفيين حكاية الفتح فلا وجه لتغليظه دونهم ولا وجه لتغليظ واحد لأن من حفظ حجة وأما الكسر فالصحيح أنه لغة ضعيفة سمع الأخفش من ناس من بني عقيل مده وغضه بالكسر والتزم أكثرهم الكسر قبل ساكن كرد القوم ولم يرد القوم ورد ابن زيد لأنها حركة التقاء الساكنين في الأصل وبنو أسد يفتحون قبل الساكن.
قال في التسهيل: ولا يضم ا ه وحكى ابن جنى الضم وبالحركات الثلاث روى:
* فغض الطرف إنك من نمير *
والضم قليل وإن لم يتصل بالمدغم فيه واو الجماعة ولا ياء المخاطبة ولا نون التوكيد ولا هاء الغائبة ولا هاء الغائب ولا ساكن ففيه سواء كان مضموم الفاء أو مكسورها أو مفتوحها ثلاث لغات: الفتح المطلق وهو لغة بنى أسد وغيرهم والكسر مطلقا وهو لغة كعب ونمير والإتباع لحركة الفاء وهذا كثير من كلامهم وإذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك وجب الفك عند جمهور العرب ولو أدغم لالتقى ساكنان لأن لغتهم تسكين ما قبل ذلك الضمير والإدغام لغة ضعيفة حكاها سيبويه عن الخليل عن ناس من بكر بن حاله بعد دخوله أي لم يسكنوا أخره كما يسكنه غيرهم لذلك الضمير فلم يلتقى ساكنان وإنما جاز الفك والإدغام في المضارع ولأمر محمول عليه.
Shafi 6
وعن على باشا في شرح التسهيل: أن من يدغم من بكر بن وائل إنما يدغم مع زيادة حرف ساكن نحو: ردن بزيادة نون ساكنة قبل نون الإناث مدغمة فيها كغرهم وردات بزيادة ألف قبل تاء الضمير.
الثاني: أن في قوله: وضم عين معداه ويندر ذا كسر كما لازم ذا ضم احتملا وقوله: فذو التعدي بكسر حبه إلى قوله حر نهار لف ونشرا مرتين هذا هو الحق لأن البيت الأول مشتمل على اللف جميعا والأبيات بعده مشتملة على النشر جميعا وأما أن يكون اللف والنشر في البيتين الأولين أي مع زيادة قوله: وبث قطعا ونم كما زعم أبو يحي فباطل لأن البيت الأول مشتمل على جملة اللف والثاني مع ذكر مشتمل على بعض النشر فقط فتأمل.
الإعراب: الفاء رابطة لجواب شرط ما جازم أو غير جازم محذوف أو عاطفة للجملة الاسمية بعدها على الفعلية في قوله: ويندر ذا كسر وهي ( ح ) للترتيب الذكرى وهو عطف مفصل على مجمل نحو: ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ) لأن قوله: ذا كسر كما الخ مجمل وقوله: فذو التعدي مفصل قاله الشيخ أبو يحي والترتيب الذكرى وقوع المعطوف بعد المعطوف عليه بحسب الذكر لفظا لا أن الحكم عليه وقع بع الحكم على المعطوف عليه كما في المعنوي قاله خالد وفيه أن الترتيب الذكرى بذلك المعنى موجود مع إسقاط الفاء.
والجواب: أن لو أسقطت الفاء لم يفهم العطف فلا يرتبط الكلام بل يحتاج في تصحيحه إلى طول بأن يقال: في قام زيد بكر قام زيد قام بكر والأولى تفسيره بأنه بيان أن المعطوف متأخر ذكرا لتأخر رتبته على رتبة المتقدم وأكثر ما يكون بل غالبه في عطف مفصل على مجمل وتمثيل أبى يحي مبني على أن يراد إخراجهما مما كانا فيه من النعم والكرامة وإلا لو أعدنا الضمير في عنها الشجرة أو الجنة فلترتيب المعنوى في الأول وللتساوي في الثاني لان إخراجهما من الجنة بعد الإزلال عن الشجرة والذي كانا فيه هو الجنة.
Shafi 7
وذو مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه واو محذوفة من اللسان والمكتوبة خطا دليل عليها وعلة حذفها دفع التقاء الساكنين والتعدي مضاف إليه وبكسر متعلق بمحذوف حال من حبه أي كائنا بكسر أو ملتبسا بكسر فالباء للمصاحبة.
وحبه بجملته اسم واحد محكى خبر أي بعض حبه لأن المتعدي بكسر هو حب ويضعف قوله بكسر حالا من ذو لضعف مجيء الحال من المبتدأ ويجوز تعليقه بمحذوف خبر وحبه بدل من ذو بدل كل والخبر ليس بأجنبي من المبتدأ فجاز فصله بين البدل والمبدل منه.
والواو للاستئناف أو لعطف الجملة الطلبية على الاسمية التي هي ذو التعدي الخ وع فعل أمر مبنى على حذف آخره وهو الياء والفاعل مستتر وجوبا وفاؤه محذوفة كما حذفت في يعي ولم يع ومعناه احفظ وإنما لم يلحقه هاء السكت لأنه الوصل وإذا وقف عليه فلا بد من هاء السكت لئلا يلزم الابتداء بالساكن أو سكن الوقف على المتحرك لو حرك وقفا وهكذا في كل فعل بقى على حرف واحد ولا محل للاطاله في ذلك هنا.
وذا حال من هر ويقدر لكل واحد من شد وعل وبت وغم حال حذف لدلالة الأول عليه أو يقدر الجميع حال واحد أي ذوات وجهين حذف لدلالة الأول أو يجعل ذا حالا من الجميع بتأويله بالفريق أو الصنف أو نحوهما أو بتأويل ذا بمعنى ذوات ويجوز جعل شد وما بعده مبتدأ ومعطوفا عليه محذوفا خبره أي وشد وعل وبت ونم كذلك.
والجملة مستأنفة وهي مفعول ع ويجوز جعل ذا مفعولا به لع وهر بدلا منه بدل كل باعتبار ما عطف عليه أو بيان أي احفظ هذا الذى اذكره هر وشد الخ ويجوز جعل ذا مفعولا به وهو خبر لمحذوف أي هو هر الخ أو مفعولا لمحذوف أي أعني هر الخ.
ووجهين مضاف اليه والمعطوفات كل معطوف على ما يليه أو على الأول وعله عللا معطوف بواو محذوفة والمجموع كلمة واحدة أريد لفظها لكن المراد حقيقة بعضه وهو عل.
Shafi 8
وقطعا منصوب على نزع الخافض أي في القطع أو للقطع أو على نزعه وتقدير مضاف أي بمعنى القطع يتعلق بمحذوف حال من بت لأنه يدل على القطع إذا أراد المعنى أو يقدر مضاف حال أي دال قطع أو مفيد قطع وليس مفعولا مطلقا لبت كما قد يتوهم لأن المراد لفظ بت فبت اسم كرجل في البيت أي لفظا بت المستعمل بمعنى القطع ويجوز كون بت قطعا كلمة واحدة محكية قصد بعضها وهو بت أصلها أن بت فعل وقطعا مفعول مطلق وبذلك كله يقال في عله عللا.
واضمن مع اللزوم
في أمر ربه وجل مثل جلا
هبت وذرت وأج كرهم به
وعم ذم وسح مل أى ذملا
وأل لمعا وصرخا شك أ وشد
أى عدا شق خش غل أى دخلا
وقش قوم عليه الليل جن ورش
المزن طش وثل أصله ثللا
أى راث طل دم خب الحصان ونبت
كم نخل وعست ناقة بخلا
فست كذا.................................
..............................
أى اضمم ولا بد عين مضارع هذه الأغعال المفتوح ماضبها عين المضاعفة اللازمة والقياس الكسر وهي ثمانية وعشرون:
الأول: مر به أو عليه يمر بالضم مرا أو مرورا خطر وذهب أو ذهب وجاز ولو لم يكن الخطور والمنصوب بعده على نزع الخافض ضرورة وقيل وسعة لا على التعدي وظاهر القاموس أنه على التعدي فالضم فيه متعديا قياسى وفيه لازما سماعى وقيده الناظم بقوله: به احتراز من مر ضد حلا فإنه فعل بالكسر ومضارعه يمر بالفتح وفي الحديث القدسي: (( يا دنياي مرى على اوليائى ولا تحلولى فتفتنيهم )).
وقال في القاموس: يفتح ويضم وظاهره أن ماضيه فعل بالفتح ومن مر بعيره شد عليه الحبل فانه متعد مضموم المضارع ومن مررت بالمزاج أى غلبت على المرة بالكسر وهي مزاج بدنى فانه مبنى للمفعول.
Shafi 9
الثانى: جل عن موضعه يجل بالضم جلولا زال عنه مثل جلا عنه يجلو أى انكشف عنه وزال واحترز بقوله: مثل جلا أى مثله في المعنى كما رأيت عن جلا بمعنى عظم أو أسن أو احتنك فان مضارعه يجل بالكسر وكذا جل الشيء في العين وجل احتقر وصغر وعن جل البعر والعذرة جمعهما والتقطهما وعن جللت الدابة أجلها ألبستها الجل وعن جللت هذا على نفسك حننته فانه متعدى مضموم عين مضارعه.
ويفال أيضا: جلت الدابة بالكسر أجلها بالفتح لكن جلا غير صريح في المراد لأن له معانى سوى الارتحال عن الموضع مثل جلا الخبر أى اتضح وجلا بثوبه ألقاه ولكن فعل ذلك لشهرة جلا بمعنى زال عن موضعه وما كان متعديا من معانى جلا يخرج بأن جل المتكلم فيه لازم فتفسيره باللازم أليق ولأن معانى جلا كلها لا تخرج عن بعض معانى الزوال والارتحال والناظم حافظ على جل الذى بمعنى زال وارتحل واحترز عن غيره فأخل بطرده ولو قال وجل أى رحلا كان أولى في الأفهام وأبين وان فاته التنبيه على أنه وجلا مترادفان وجلا في البيت واوى اللام.
الثالث: هبت الريح تهب بالضم تحركت هبا وهبوبا وهبيبا وهب من نومه هبا وهبوبا انتبه وهب السائر نشط وأسرع هبا وهبوبا وهبابا يكسر هاء الأخير وهب السيف اهتز وهب غاب وهب في الحرب انهزم وهب يفعل طفق وهببت به دعوته ليترو ولا يقال هببته على التعدى خلافا للجوهرى وهب جاء.
فمضارع الكل بالضم فتقييد الناظم في بعض كتبه وصاحب فتح الأقفال كصاحب تحقيق المقال وأبى يحي هب بالريح ليس بشيء وقد يقال: ليس ذلك بتقييد وخرج هبه يهبه بالضم لأنه متعد أى قطعه أو أيقظه من النوم وخرج هب التيس يهب بالكسر ويهب بالضم نب للفساد فهو بالوجهين.
Shafi 10
الرابع: ذرت الشمس بذال معجمه تذر بالضم أى طلعت أو فاض شفاعها على الأرض وذر البقل يذر طلع وذر الرجل يذر تخدد والكل بالضم فتقييد صاحب فتح الأقفال بذرت الشمس قصور أو اقتصار وخرج ذر الرجل أى شاب مقدم رأسه فان مضارعه يذر بالفتح شاذا وخرجت ذرت الأرض النبت أطلعته قانه متعد وعين مضارعه مضمومة على القياس.
الخامس: أج الرجل أو المرأة أو غيرهما يؤج بالضم أجا أسرع وأج الظليم أسرع أو عدا وأجت النار تؤج أى تلهبت أو سمع لها دوى وأجت الريح سمع لها دوى وكون أج الظليم يؤج بالضم فقط هو ما عليه صاحب فتح الأقفال وصاحب تحقيق المقال وهو باطل ومثله قول أبى يحي: أج الرجل فانه جاء أيضا بالكسر على القياس كما في القاموس فلا ينبغي تخريج النظم عليه.
وأما أج الماء أى مر أى لم يحل فهو بالفتح في الملضي والضم في المضارع ككتب يكتب ويأجج بفتح الجيم والماضى أجج بكسر ويأجج بضمها والماضى أجج بفتحها ويأجج بكسرها والماضى بفتحها وليس داخلا في كلام الناظم كما لا يدخل فيه أجج بالفتح يأجج بالفتح أيضا أى حمل على العدو.
السادس: كر على قرنه بكسر القاف أى كفؤه في الشجاعة يكر بالضم أى رجع وكر الى الشيء مطلقا يكر وكر عنه رجع يكر ولا فائدة في تقييده بكر على قرنه ولو فعله صاحب فتح الأقفال وخرج كر أى صات من صدره صوتا كصوت المنخنق فانه مكسور العين ومضارعه مفتوحها ويجئ أيضا مفتوحها ومضارعه مكسورها.
السابع: هم بالأمر يهم بالضم أى قصده وأراده وقيده بقوله به ليخرج همت خشاخش تهم أى دبت فانه بالكسر على القياس وليخرج همه الأمر يهمه أحزنه وهم الشحم أذابه وهم اللبن حلبه وهم الناقة جهدها فانها متعديات مضموم عين مضارعها.
Shafi 11
الثامن: عم النبات والنخلة تعمان أى طالا وهو بعين مهمله وكذا عم بمعنى صار عما فتقييد صاحب فتح الأقفال بعم النبات والنخلة قصور أو اقتصار وخرج عمه يعمه بالضم أى شمله فانه متعد وخرج غمه بغين معجمه يغمه أحزنه وغم الحمار وغيره يغمه ألقم فاه ومنخريه الغمامه بالكسر وغم الشئ غطاه فانها مضموم مضارعاتها على القياس لتعديها وأما غم اليوم بالمعجمة أيضا أى اشتد حره فانه لازم مضموم المضارع مثل غم النبات والنخل بمهملة.
التاسع: زم بزاء معجمة يزم بالضم تكبر وزم البعير بأنفه أو برأسه رفع رأسه وزمت القربه بالرفع امتلأت وكذا غيرها وزم تقدم في السير أو تكلم وكلام الناظم شامل لذلك وأما زم العصفور أى صات صوتا ضعيفا فمضارعه يزم بالكسر على القياس وهو وارد على الناظم وأما زم الشئ بمعنى شده وزم القربة أو غيرها أى ملأها وزم البعير حطمه وأوثقه وزم النعل جعل لها زماما فمتعديات مضموم مضارعها.
العاشر: سح المطر يسح بالضم أى نزل بكثرة وسحت العين أى نزل دمعها بكثرة وسح الماء والزيت واللبن ونحوها سال من فوق ويقال في ذلك سحه يسحه بالتعدى والضم قياسا صرح به صاحب تحقيق المقال وأشار اليه في القاموس بقوله: السح الحب والسيلان فان الصب متعد والسيلان لازم وهو بمهملتين ومثله شخ بمعجمتين ببوله صات وشخ في نومه غط فانه لازم مفتوح فى الماضى مضموم فى المضارع.
وأما شححت بالشين المعجمة والحاء المهملة والفتح فمضارعه يشح بالكسر قياسا والضم شذوذا وأما شححت بالكسر فمضارعه مفتوح وأما شج بالمعجمة وجيم فقد تقدم وأما سج بمهملة فجيم بمعنى رق غائطه فمضارعه ضموم مثل سح بالمهملتين وكذا سخ بمهملة فخاء معجمه أمعن في الحفر أو في السير أو غرز الجراد ذنبها في الأرض.
Shafi 12
الحادي عشر: مل يمل بالضم بمعنى أسرع كذمل أى أسرع أو مشى فوق العنق أو مشيا لينا ما كان واحترز بقوله : أى ذملا عن مل الخبزة أو اللحم بمعنى أدخلها الملة وهى الرماد الحار أو الجمر فإن مضارعه مضموم قياسا لتعديه وعن مللته بالكسر ومللت منه فمضارعه أمل بالفتح وعن مل السهم أو القوس بالنار عالجه بها ومل الشئ فى الجمر أدخله فيه.
وعن مل الثوب خاطه فان مضارع الكل مضموم متعد وقيل مفتوح وأن الماضى مكسور وعن مل عليه السفر أى طال يمل بالفتح فى المضارع والكسر فى الماضى وكذا مل بمعنى تقلب مرضا أو غما وعن مللته بالفتح أمله بالضم أى قلبته فإنه مضموم متعد.
الثاني عشر: أل السيف يؤل بالضم أى صفا ولمع كما أشار إليه بقوله: لمعا وأل العليل وغيره يؤل صرخ كما أشار إليه بقوله: وصرخا وكذا في شرح التسهيل واحترز بقوله لمعا وصرخا عن أل بمعنى أسرع أو اهتز أو اضطرب فإن مضارعه بالضم على القياس للزومه.
وعن أل فلانا طعنه وطرده وأل الثوب خاطه تضريبا وأله عليه حمله فإن مضارعه بالضم قياسا لتعديها وبالكسر شذوذا وبقى على الناظم أل الفرس أى نصب اذنيه وحددهما وأل الصقر أى أبى أن يصيد فإن مضارع الكل مضموم لازم.
وجعل في القاموس مضارع أل الحزين والمريض أى أن وحن ورفع صوته بالدعاء وأل صرخ عند المصيبه مكسورا فقط على القياس وجعل مضارع أل بمعنى لمع بالضم والكسر مثل: صد وأث وخر.
الثالث عشر: شك في الأمر يشك تردد فيه وشك البعير يشك بالضم أى ظلع وشك في السلاح يشك كذلك أى دخل فيه وكلام الناظم شامل لذلك فلا فائده في تقييد فتح الأقفال بالأول وكذا تحقيق المقال وشامل أيضا لشك البعير لزق عضده بالجنب وأما شكه بالرمح انتطقه فمضارعه مضموم على القياس لتعديه وأما شككته وشككت إليه أى زكنت فهو مكسور والمضارع مفتوح.
Shafi 13
الرابع عشر: أب يؤب تهيأ لسفر أو لذهاب ما كذا في الصحاح والضياء وشرح التسهيل بالضم وجعل في القاموس مضارع أب المذكور ومضارع أب الى وطنه أى اشتاق بالضم والكسر وأما أب بيده الى سيفه وأب بسيفه أى رد يده ليأخذه فمضارعه بالضم شذوذا فكلام الناظم شامل له.
وأما أب يد إلى سيفه أى ردها ليسله فمضارعه بالضم قياسا لتعديه وكذا أبه أى حركه وأما أب أبه أى قصد قصده فبالضم شذوذا إن جعل لازما وقياسا إن جعل متعديا وأما أبت إبابته أى استقامت طريقته فضم مضارعه شذوذا للزومه وكذا أب بمعنى هزم وأب تيسر.
الخامس عشر: شد يشد بمهمله بمعنى عدا أى تعدى وظلم أو مشى نوع مشى وأما شده بالتعدى فقد مر أنه بالضم والكسر وعنه احترز بقوله: أى عدا فانظر ما مر هناك.
السادس عشر: شق عليه الأمر يشق شقا وشقه اذا أضر به وشق بصر الميت اذا نظر إلى شئ نظرا لا يرتد اليه طرفه وشق عمود الصبح لاح وشق ناب البعير طلع وشق عليه أوقعه في المشقة إما لثق الشئ صدعه أوفرقه وشق العصى فارق الجماعة فالضم في مضارعه قياسى لأنه متعد ويرد على الناظم شق الرجل أى طال فان مضارعه يشق بالفتح إلا إن قيل : إن الماضى مكسور العين.
السابع عشر: خش في الشئ يخش بالمعجمتين أى دخل وخش السحاب جاء بالليل وكلام الناظم شامل لذلك فليس قوله أى دخلا تفسير لحش وغل جميعا بل لغل فقط وزعم أو يحي أنه تفسير لها وليس بشئ لأن خش السحاب أى جاء بالليل مثل خش بمعنى دخل إلا إن قيل: خش السحاب بمعنى جاء بالليل فيه معنى دخل في الليل.
وأما خششت فلانا أى شنأته ولمته في خفاء وخششت البعير أدخلت في أنفه الخشاش وهو ما يدخل في أنفه من خشب فمضارعه مضموم قياسا لتعديه.
Shafi 14
الثامن عشر: غل فيه يغل أى دخل وفسره به الناظم احترازا من غل الشئ يغله بالضم أى سرقه فانه متعد فضمه مقيس ومن غل يغل أى حقد وغل يغل أى لم يرو عطشا فان مضارعه بالكسر وفي القاموس غل بالبناء للمفعول أى لم يرد فهو عطشان وغل البعير يغل بفتحها وقد يقال بتعد خش وغل اذا كانا مثل دخل كما يعلم من باب التعدى واللزوم وبسطته في غير هذا.
التاسع عشر: قش القوم يقشون حسنت حالهم بعد بؤس قاله أبو يحي وقال صاحب التحقيق: حيوا بعد الهزال وقال في القاموس: صلحوا بعد الهزال والأول أعم وقشوا أكلوا من ها هنا وها هنا وقش لف ما قدر عليه وقش مشى مشى المهزول أو أكل ما يلقيه الناس على المزابل أو أكل كسر الصدقة وقش النبات يبس وقش القوم انطلقوا.
وأما قش الشئ جمعه أو حكه بيده حتى يتحات قش الناقه أسرع حلبها فضم مضارعاتها مقيس لأنها متعديه.
المتمم العشرين: جن عليه الليل يجن أظلم وقيده بقوله: عليه احترازا من جنه الليل فإن ضم مضارعه مقيس لأنه متعد أى ستره وعن جن الشئ ستره كذلك بضم مضارعه قياسا لتعديه وعن جن في الرحم يجن بالكسر على القياس أى استتر وعن جن بالبناء للمفعول أى أزيل عقله وعن جنت الأرض بالبناء للمفعول أى أنبت فيها الزهر والنور.
قال صاحب تحقيق المقال: ومادة جن تدور مع الستر حيثما دار سترنا الله بستره في الدنيا والآخرة بجاه سيدنا محمد أى عندنا صلى الله عليه وسلم.
الحادي والعشرون: رش المزن يرش أى جاء بالرش أى أمطر مطرا ضعيفا والمزن السحاب الأبيض أو السحاب مطلقا أو ذو الماء خلاف ورشت الطعنة جاءت بالرش أو اتسعت فتفرق دمها وأما رش الفصيل حك ذنبه ليرتضع ورش الفرس عرفه بالركض فضم مضارعهما لتعديهما.
Shafi 15
الثانى والعشرون: طش المزن يطش أمطر مطرا خفيفا دون الرش وفوق الرذاذ والذى في القاموس أن مضارعه بالكسر والضم وظاهر الصحاح أنه بالكسر فقط على القياس حيث أطلقه ولم ينبه على شذوذه كعادته ولم يضبطه وخرج كلش الرجل بالبناء للمفعول أى أصابه داء كالزكام.
الثالث والعشرون: ثل الفرس والحمار ونحوهما يثل بمثلثة أى راث أى خرج الروث وفسره براث احترازا من ثل البئر يثلها أى أخرج منها التراب ومن ثله أهلكه ومن ثل التراب المجتمع أو الكثيب حركه بيده أو من إحدى جوانبه ومن ثل التراب أهاله ومن ثل الدراهم صبها ومن ثل الله عرشه أماته وأذهب ملكه أو أعزه.
فإن ضم مضارعاتها قياسى لأنها متعديه ولا فائدة في قوله أصله ثللا لأنه معلوم أنه مفتوح لأن الكلام على فعل المفتوح المضاعف الا تتميم البيت وقد يقال: إنه نبه على أصله الفتح فأدغم إشعارا بأنه فتح ولو كان من الأعراض والغالب في الأعراض الكسر وفيه أنه معلوم أنه بالفتح لأن الكلام في المفتوح بدون تنبيه فيظهر أن فائدته تتميم البيت وأن وزنه فعل بالفتح فأدغم والتنبيه على الفتح من هذا الجانب غير التنبيه المطلق المعترض بأنه لا حاجة إليه لأن الكلام في المفتوح فافهم.
والرابع والعشرون: طل دمه أى بطل وضاع ولم يعاقب الجانى عليه وهو مرادف لهدر وقيل: الإهدار أخص من الطل لأن الطل لا يقتل قاتله ولا تعطى فيه دية والإهدار ان يكون القتل مباحا امنا فاعله ولا يتبع بجريرته ولا تخشى عاقبته وذلك مبنى على استعمال طل مبنيا للفاعل والمشهور هو الأكثر بناؤه للمفعول كما في القاموس وعلى استعماله لازما واحترز عما إذا استعمل متعديا نحو: طل زيد دم عمرو فان الضم في مضارعه مقيس وتعديته هي الموافقه لبنائه للمفعول ونيابة الدم أو ضميره عن الفاعل فتعديته أكثر.
Shafi 16
وورد طل يطل بالكسر على القياس وجاء طللته بكسر اللام أطله بفتح الطاء نقلا من اللام المدغمة ولا شاهد فيهما وخرج أيضا طل طلاله أى أعجب فإن عينيه مكسورة ومضارعه مفتوح العين وخرج طله لمدة يقصه إياه وطله أحقه أبطله وطل غريمه مطله وطله حقه منعه وطله أى طلاه فإن مضارعاتها مضمومة قياسا لتعديها.
وأما طلت الأرض نزل عليها الطل أى المطر الضعيف أو أخفه وأضعفه أو الندى أو فوقه ودون المطر فمبنى للمفعول.
الخامس والعشرون: خب الحصان وغيره يخب أسرع وخب النبات يخب طال بسرعة وقيل: خب مشى مشيا دون الإسراع وقيل: بمعنى مبادئ الجري وقيل من العدو وقيل: كالرمل وقيل: أن ينقل الفرس أيامنه جميعا وأياسره جميعا وقيل: أن يراوج بين يديه.
قال بعض : وخب النبات طال وارتفع ولم يقيده بسرعة وخب الرجل منع ما عنده وخب نزل المنهبط من الأرض ليجهل موضعه بخلا وخب البحر اضطراب وكذا خب الماء مطلقا وخب للشراب وخب زيد صار خداعا.
وخرج خب زيد غش فإنه مكسورة عين الماضى ومفتوحه عين المضارع والحصان بكسر الحاء الفرس الذكر وقيل: الفرس الضنين بمائه وفي الصحاح سمي حصانا لأنه ضنن بمائه فلم ينز إلا على كريمة ثم كنز ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا.
السادس والعشرون: كم النخل يكم طلعت أكمامه أى أوعيته طلعه وكم النبات والشجر طلع غطاء نوره وكم الناس اجتمعوا.
وخرج كم فم البعير يكمه غطاه لئلا يعض وكم الحب يكمه شدد رأسه فإن ضم مضارعتها قياسى لتعديها وخرج أيضا كمت النخله فهي مكموم بلا هاء وكم الغسيل أشفق عليه فستر حتى يقوى لأنهما مبنيان للمفعول متعديان.
Shafi 17
السابع والعشرون: عست الناقه تعس بعين وسين مهملتين أى رعت وحدها كما أشار إليه بقوله: بخلا أى بموضع خال وأصله المد قصر ضرورة والباء ظرفية وهذا أولى وأظهر من جعل الخلا بمعنى الحشيش الرطب فيكون مقصورا على الأصل والباء بمعنى في أى رعت في الحشيش كما قال صاحب التحقيق أو بمعنى من كما قال صاحب الفتح ومنه أخذت المخلاة لأنه يجعل فيها الخلا العلف والواحدة خلاة ووجه كون ذلك أولى وأظهر مع أن فيه استعمال ضرورة قصر الممدود أن فيه إشارة إلى تفسير عست وعست معناه رعت وحدها في موضع خال سواء رعت من الحشيش الرطب أم من اليابس.
وكذلك عست الناقة تعس أى لا تدد حتى تباعد الناس وعس زيد يعس طاف بالليل وعس خبره أبطأ وأما عس زيد القوم أى أطعمهم شيئا قليلا فضم عين مضارعه قياسى لتعديه.
والخلاء بالمد مقلوبة همزته عن واو وألف الخلى بالقصر عن ياء فإن أزيد الأول في البيت كتب بالألف لأنها مقلوبة عن واو بل لأنها وسط لأن الهمزة مقدرة بعدها وهذه الهمزة هي المقلوبة عن واو وإن أزيد الثاني كتب بالياء.
والثامن والعشرون: قست بقاف وسين مهملة أى رعت وحدها قال في تحقيق المقال ولولا قوله: قست كذا لاحتمل أن يكون عست معناه لا تدر حتى تتفرد عن الناس وقس الرجل مشى بالنميمة واغتاب لأنه أيضا بالضم في المضارع شذوذا وأما قسه أى أذاه بكلام قبيح فضم مضارعه قياسى لتعديه.
فهذه ثمانية وعشرون فعلا مفتوح عين ماضيها مضاعفة لازمة مضموم عين مضارعها شذوذا ولم تكسر مع أن الكسر هو القياس المضاعفة واللزوم هذا مراد الناظم وسبق الإنتقاد عليه في أل و أب وطش وغيرها وبقيت على الناظم ثمانية وعشرون فعلا أخرى هي مثل الثمانية والعشرين التي ذكرها في فتح عين الماضى والمضاعفة واللزوم وانفرد الضم شذوذا في مضارعاتها فإذا حسبناها مع ما ذكر الناظم يكون الخارج ستة وخمسين فنقول:
Shafi 18
التاسع والعشرون: مت إليه بقرابة يمت بالضم، أي توسل، ولا يقال في التوسل بغير قرابة خلافا لبعض.
المتمم الثلاثين: ثج الماء يثج بمثلثة سال، ويستعمل متعديا فيكون ضمه قياسا، ثجه يثجه أي أساله، وليس مختصا بالماء، بل يقال أيضا: ثج دم الهدى يثج أي سال.
الحادي والثلاثون: سج زيد بمهملة فجيم أي رق غائطه، وأما سج الحائط يسجه أي طينه فمتعد مضموم قياسا.
الثاني والثلاثون: أح الرجل يؤح بهملة سعل.
الثالث والثلاثون: سخ في الحفر أو السير يسخ أمعن، وقد تقدم هذا والذي قبله، وسخت الجرادة غرزت ذنبها في الأرض أي لتبيض وقد مر أيضا.
الرابع والثلاثون: أد البعير يؤد هدر، أو رجع الحنين في جوفه، وأدت الناقة تؤد أي حنت، وأد في الأرض ذهب، وأما أد الشيء يؤده مده فالضم فيه قياس لتعديه، وأما أدته الداهية فمضارعه مضموم على القياس، ويكسر ويفتح على الشذوذ.
الخامس والثلاثون: حد يحد غضب، وأما حد يحد أي طاش وخف عند الغضب فمضارعه بالكسر قياسا، والضم شذوذا.
السادس والثلاثون: عر الظليم يعر بمهملتين صاح، وأما عر البعير مثلا يعر أي جرب فمضارعه بالضم والكسر.
السابع والثلاثون: حص الحمار يحص ضم أذنيه، وحرك ذنبه، وضرب به، وحص يحص ضرط أو مشى شديدا، أو جرب، وأما حص الشعر يحصه فمتعد ضمه قياسي.
الثامن والثلاثون: لطت الناقة بذنبها تلط أي ألصقته بين فخذيها مطلقا، وقيل: عند المسمى بالعدو، وأما لط الخبر أي طواه، ولط الباب أغلقه، ولططت الشيء ألصقته، ولط حقه جحده، والمضارع فيها مضموم قياس لتعديتها، وأما لط بالأمر أي لزم، ولط عليه ستر فمضارعهما مكسور قياسا للزومه.
التاسع والثلاثون: كف بصره يكف أي عمى، ويقال أيضا: كف بصره بالبناء للمفعول فهو متعد لازم، وكفت الناقة تكف أي تآكلت أسنانها من الكبر حتى تكاد تذهب، وكف الشاعر يكف أسقط الحروف السابع الساكن من الجزء.
Shafi 19
وأما كف الثوب أي خاط حاشيته، وكف الإناء ملاه مفرطا، وكف رجله عصبا بخرقة، وكف العيبة شد ها، وكفه دفعه وصرفه وصرفه فمضارعاتها مضمومة قياسا لتعديتها، وأما كف عنه فلازم مضموم شذوذا فينبغى حد ه.
المتمم الأربعين: بق يبق أي كثر كلامه، وبق النبات طلع، وبقت المرأة كثر ولدها، وبقت السماء جاء بمطر شديد، ويق الوادي خرج بقاقه، وبقت الغنم وادت، وهي مهازيل، وبق أوسع في العطية، وأما بق عيابه أي نشرها، وبق ماله فرقه، وبق الجراب شقه، فضم مضارعاتها قياسي لتعديها.
الحادي والأربعون: شق بصر الميت تبع روحه.
الثاني والأربعون: عك اليوم أو الليلة كذا قيل، والذي في القاموسكسر مضارعه على القياس أي اشتد حر ه، وسكنت ريحه، وأما عكه عليه عطفه، وعك فلانا حدثه بحديث فاستعاذ منه مرتين أو ثلاثا، وعك فلانا ما طله بحقه، وعكه بشر كرره عليه، وعكه عن حاجته صرفه، وعكه بالحجة قهرة بها، وعكه بالأمر رد ه عليه حتى أتبعه، وعكه بالسوط ضربه، وعك الكلام فسره، فضم مضارعاتها على القياس لتعديها.
الثالث والأربعون: فك يفك هرم، وفكت يده انكسرت، وفك منكبه استرخى، وانفرج، وأما فك أي حمق في استرخاء فهو مكسور العين، مفتوح العين في المضارع كعلم يعلم، ومضومها ككرم يكرم، وأما فكه أي خلصه أو فصله، وفك الرقبة أي خلصها أي أعتقها، وفك يده فتحها عما فيها، وفك يده كسرها، فضم مضارعاتها على القياس.
الرابع والأربعون: أمت المرأة تؤم صارت آما، وأما أمه أي قصده، وأمه أصاب أم رأسه فضم مضارعيها على القياس لتعديهما.
الخامس والأربعون: غم اليوم يغم اشتد حر ه، وكذا الليلة، وغم في الحرب اشتد عليه الأمر، وأما غم الهلال وغم الخبر فمبنيان للمفعول به.
السادس والأربعون: حن عنه يحن أي صد وأعرض.
Shafi 20