شرح كتاب السنة للبربهاري - الراجحي

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
110

شرح كتاب السنة للبربهاري - الراجحي

شرح كتاب السنة للبربهاري - الراجحي

Nau'ikan

وجوب الإيمان بسماع موتى المشركين يوم بدر نداءات النبي الكريم لهم قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والإيمان بأن النبي ﷺ حين كلم أهل القليب يوم بدر -أي المشركين- كانوا يسمعون كلامه]. وهذا ثابت في صحيح مسلم: (أن النبي ﷺ كلم أهل القليب) وهم الكفرة الذين قتلوا يوم بدر وسحبوا بعد موتهم، وألقوا في بئر بعد أن ظهر نتنهم، فجاءهم النبي ﷺ وناداهم بأسمائهم فقال: (يا أبا جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًا). فسمع عمر قول النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! كيف يسمعون؟ وفي لفظ آخر قال: ما تنادي من قوم هلكى؟ فقال النبي ﷺ (والذي نفسي بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا)، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب أي: في بئر هناك. فلا بد أن يؤمن الإنسان بأن النبي ﷺ حين كلم أهل القليب يوم بدر-أي المشركين- أنهم كانوا يسمعون كلامه، وهذا مستثنى من كون الميت لا يسمع، فالأصل أن الميت لا يسمع، قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [فاطر:٢٢] فالميت لا يسمع إلا ما دل الدليل على أنه يسمع، وكذلك ما ورد أن الميت إذا دفنه المشيعون له وتولوا عنه فإنه يسمع قرع نعالهم إذا تولوا، فهذا سماع خاص، وكذلك ثبت أنه يشرع أن يسلم على الميت، وثبت أن النبي ﷺ قال: (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد ﵇ وما عدا ذلك فالأصل أن الميت لا يسمع كلام الناس ولا يدري عن أعمال الناس ولا عن أحوالهم، وكذلك ما جاء في بعض الأحاديث أن الميت تعرض عليه أعمال أقاربه، وأنه إذا رأى خيرًا حمد الله، وإذا رأى سيئًا استغفر، وكذلك عرض أعمال أمة النبي ﷺ عليه، وكل هذا جاء في أحاديث ضعيفة.

8 / 9