342

Sharhin Jumal Zajjaji

شرح جمل الزجاجي

Nau'ikan

واعلم أنك إذا أوقعت بعدهما الليالي فإن الأيام داخلة معهما، إذا قلت: ما رأيته مذ ليلتان، كنت فاقدا له ليلتين ويومين، فهو انقطعت رؤيته مثلا في عشية يوم الجمعة ثم اتصل ذلك إلى عشية يوم الأحد، ولا يجوز أن يكون ذلك اتصل إلى غدوة الأحد إلا قليلا، لأن العرب كنت بالليالي عن الأيام ولم تفعل ذلك بالأيام، فإذا قلت: ما رأيته مذ ثلاثة أيام، أمكن أن يكون انقطاع الرؤية من ليلتين، لأنها لم تكن عن الأيام إلا بالبياض.

واعلم أن مذ ومنذ إذا دخلا على أسماء الاستفهام فلا بد أن يكون ما دخلا عليه يستعمل ظرفا واسما، فيقول: ما رأيته مذ ثلاثة أيام، وأنت لم تدر العدد فتقول: مذ كم؟ ويقول: ما رأيته مذ يوم الجمعة، فلم تدر ابتداء الغاية فتقول: مذ متى؟ ومذ أي وقت؟ ولا يجوز: مذ مه، لأن ما لا تكون ظرفا ومتى وكم يستعملان ظرفين.

ومن النحويين من أجاز: مذ مه؟ لأنها قد تشبه بالظرف، ألا ترى أنها تكون مع الفعل بمنزلة مصدر وذلك المصدر يكون ظرفا نحو قول العرب: سبحان ماسبح الرعد بحمده. وكذلك سائر أسماء الزمان، بشرط أن تكون متصرفة فتقول: ما رأيته مذ الشتاء والصيف، ولا يجوز: مذ سحر، لأنه لم يتمكن. ومذ توجب له الجر والرفع. وقد تقدم العطف على ما دخلتا عليه.

فإن أبدلت من الاسم الذي يدخلان عليه فلا يخلو من أن يكون ماضيا أو حالا، فإن كان ماضيا جاز نحو: ما رأيته مذ يوم الجمعة أوله، تريد: مذ أول يوم الجمعة.

Shafi 118