وحدوث المطر «في الصيف كله» خارج عن المجرى الطبيعي ولا سيما إذا كان المطر «جودا». فإن ذلك لو كان في الشتاء لجعل مزاجه مزاجا رديئا فإن كان مع ذلك حرا أعني ألا تهب رياح قوية فإن الحر لا يكون في الصيف إلا بهذا السبب فإن الآفة تكون أعظم. وذلك أمر قد كان عرض بقرانون فإنه قد كانت الرياح في ذلك الوقت وإن هبت في الأحايين فإنها إنما كانت تكون «جنوبية». وهذه الريح من أعون الرياح على إرخاء قوة البدن كما وصف أبقراط في كتاب الفصول وعلى أن تحدث أمراض العفونة. وقرانون أيضا هي مدينة من بلاد ثساليا من قبل أنها في وهدة وهي أيضا مع ذلك في ناحية الجنوب توافق ما كانت عليه تلك الحال من الإفراط.
ولذلك وقت تلك الحال من أوقات السنة الذي دل عليه بقول «الجمر الصيفي» يعني الجمر الذي كان حدث في الصيف على أن قوما فهموا من قوله هذا لا أنه كان في ذلك الوقت بل أنه يكون كذلك دائما وأن هذا أمر خاص لتوليد الجمر. ولا فرق في ذلك الجمر الذي كان في ذلك الوقت إذا كان تولد الجمر إنما شأنه أن يكون في الصيف أو كان إنما حدث بقرانون في الصيف.
Shafi 82