103

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

وقد استدل بعض العلماء بهذا الحديث، على أن التسميع والتحميد يجمع بينهما الإمام والمأموم على السواء. وأما قوله ﷺ: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد»؛ فإنه لم يُسق لبيان ما يقول الإمام والمأموم في هذا الركن، بل لبيان أن تحميد المأموم إنما يكون بعد تسميع الإمام. وقال النووي في «شرح مسلم»: «وأنَّه يُستحب لكل مصلٍّ من إمام ومأموم ومنفرد؛ أن يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ويجمع بينهما فيكون قوله: سمع الله لمن حمده في حال ارتفاعه، وقوله: ربنا ولك الحمد في حال اعتداله؛ لقوله ﷺ: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (١). [قال المصحح: والصواب أن المأموم لا يجمع بين التسميع والتحميد، فإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده؛ فإن المأموم يقول: «ربنا ولك الحمد» قال العلامة محمد بن صالح العثيمين ﵀ في ترجيحه، لعدم قول المأموم سمع الله لمن حمده: «... فإذا قال قائل: ما الجواب عن قوله ﷺ: «صلوا كما رأيتموني أصلي» وقد كان ﷺ يقول: «سمع الله لمن حمده» فالجواب على هذا سهل، وهو: أن قوله ﷺ: «صلوا كما رأيتموني أصلي» عام، وأما قوله: «وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد» (٢).

(١) رواه البخاري برقم (٦٢٨) (م). (٢) البخاري برقم (٧٣٢)، ومسلم برقم (٤١١)، (المصحح).

1 / 104