الشرح: قد مضى الكلام في علامات بعضها يختص بالمرض، كالعلامات الدالة على البحران، لصعوبة المرض قبله وخفته بعده، وكتصحيح النوم للذهن ولعدم الإحساس بألم الأعضاء الآلمة. ومنها مختصة بالصحة، لكون ما يبرز من البدن كما يبرز من الأصحاء، وهذا دليل على صحته؛ وكالإعياء الذي لا يعرف له سبب، فإن هذا يكون في الصحة وينذر بالمرض. ومنها مشتركة بين الصحة والمرض، لكون الجوع والشبع وغيرهما مما هو زائد على المجرى الطبيعي، علامة رديئة. ومنها مختصة بالحالة التي ليست بصحة ولا مرض، لكون الناقه لا يقوى بالغذاء. فبين ها هنا أن العلامات A المرضية إذا كان المرض حادا، غير موثق بدلالتها على عطب ولا على سلامة غاية الثقة. أما أنها أقل ثقة من الأمراض المزمنة، فلأن الأمراض الحادة مادتها تكون - لا محالة - أكثر حركة وانتقالا من الأمراض المزمنة. ولاشك أن مادة المرض يختلف إيجابها للصحة والعطب بحسب مواضعها؛ فإن القريبة من القلب قتالة، والبعيدة عنه عند الأطراف تكون سليمة. فإذا دلت علامة في المرض الحاد على شيء من ذلك، كان الجائز الذي يقع كثيرا، انتقال المادة عن الموضع الذي اقتضى حصول تلك العلامة إلى ما تقتضي مقابلها، فنفع مقابل مقتضى تلك العلامة، وحينئذ لا يبقى لنا بشيء من العلامات التي في الأمراض الحادة ثقة، ولا كذلك الأمراض المزمنة فإن حركة مادتها بطيئة وقليلة، فيكون الثقة بدوام تلك المادة في الموضع الذي اقتضى حصول تلك العلامة أكثر. وأما أنها أقل ثقة من العلامات الصحية أو العلامات التي للحالة الثالثة، فظاهر؛ لأن في الصحة والحالة B الثالثة لا يلزم أن يكون هناك مادة البتة فضلا عن أن تكون متحركة. وقد عرفت معنى الأمراض الحادة، وأنها هي القصيرة المدة، العظيمة الخطر، وأن حمى يوم، مع قصر مدتها ليست من الأمراض الحادة، لأنها ليست بعظيمة. وعرفت مراتب الأمراض الحادة، وأن منها ما هو مهياج، وأن المهياج هو الذي مادته كثيرة التحرك والسيلان. وعرفت أن سبب ضعف العلامة كون المادة متحركة، فيلزم أن تكون علامات الأمراض المهياجه أضعف وأقل ثقة.
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بطنه في شبابه لينا، فإنه إذا شاخ يبس بطنه. ومن كان بطنه في شبابه يابسا، فإنه إذا شاخ لان بطنه.
[commentary]
Shafi 81