الشرح: أما تعلق هذا بما قبله فلأنه أشار إلى البحران الناقص بقوله: البقايا التي تبقى من الأمراض بعد البحران B وإلى البحران التام بالفصل المتقدم. وفي هذا يشير إلى باقي أقسام البحران، وهو بحران الانتقال. ثم ذكر ذلك عاما، فقال: متى اشتكى الحلق. أي سواء كان ببحران أو بغير بحران. ونقول: إذا اندفعت مادة إلى الحلق أو إلى الجلد، فقد يكون ذلك المندفع هو جميع ما كان في البدن من تلك المادة، وحينئذ يكون البدن قد نقي، فينبغي أن تكون على ثقة من أن تغذو (47) البدن. وقد يبقى بعد ذلك في البدن بقية من تلك المادة فيكون البدن غير نقي، بل عليل، فينبغي أن يغذو (48) حتى يستفرغ لأن البدن الذي ليس بالنقي كلما غذوته فإنما تزيده شرا فينبغي أن تعرف، إذا حصل ذلك، هل هو جميع ما كان في البدن أو بقي منه فيه بقية؛ لنعرف أنه هل ينبغي أن يستعمل الغذاء أو نؤخره إلى بعد الاستفراغ. ويدل على ذلك وجهان: أحدهما: ما يحصل عن التغذية من التقوية ومقابلها، فإن البدن الغير نقي لا يقوى بالتغذية ويقوى A النقي، كما بينا في قوله: إذا كان الناقه من المرض ينال من الغذاء وليس يقوى به. والوجه الثاني: ذكره في هذا الفصل، وهو أنه إن كان ما يبرز من البدن، مثل ما يبرز من البدن الصحيح، فالبدن نقي، وإلا فلا؛ وذلك لأن البدن إذا كان فيه خلط ففي الغالب لابد أن يندفع منه شيء فيما يبرز من البدن. وذلك أعم من كونه برازا، أو بولا، أو عرقا.
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان بإنسان جوع، فلا ينبغي أن يتعب.
[commentary]
Shafi 77