252

49

[aphorism]

قال أبقراط: متى التوت في حمى غير مفارقة الشفة أو العين أو الأنف أو الحاجب أو لم ير (519) المريض أو لم يسمع أي هذه كان وقد ضعفت قوته فالموت منه قريب. (518)

[commentary]

الشرح هاهنا بحثان.

البحث الأول

في الصلة وهو أنه لما ذكر في (520) الأول علامة رديئة في الحمى الدائمة أعقبه بذكر علامة أخرى رديئة في تلك الحمى وهي (521) التواء الشفة والعين والأنف والحاجب وعدم * البصر والسمع (522) أو ضعفهما.

البحث الثاني

في بيان حدوث ذلك في الحمى. هذه الأمور تحدث عن الحمى لوجهين. أحدهما لورم حاصل في الدماغ بحيث أنه يجفف رطوبات الدماغ وعند ذلك يتقلص الأعصاب والعضلات القريبة منه. وثانيهما حرارة قوية جدا. ولذلك شرط في الحمى أن تكون دائمة فإنها (523) بسبب دوام تأثيرها تفعل ما ذكرناه. وذكر الأعضاء المذكورة لأن أعصابه قريبة من الدماغ وصغيرة ولدنه. ولذلك صارت الشفتان تلتويان والأنف والحاجب. وأما ضعف البصر والسمع، فلضعف القوى الدماغية بسبب الجفاف الحاصل له فأن القوى المذكورة فيضانه عليه وصدور أفعالها عنه فيه موقوف على مزاج مخصص. فإذا (524) تغير ذلك المزاج ضعفت قواه فيضعف البصر والسمع. وأما أن هذا دال على الموت فذلك ظاهر لأن الدماغ PageVW5P054B عضو رئيس والطبيعة اهتمامها بمرض الرئيس أشد من اهتمامها بما عداه. وإذا كان حاله كذلك فالجفاف المذكور لن (525) يحصل فيه إلا لمجفف (526) قوي بحيث أنه قهر الطبيعة الدماغية وأوجب فيها ما أوجبه والله أعلم.

50

Shafi da ba'a sani ba