Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Nau'ikan
قد جاء في بعض النسخ «فإن خرج ما لا ينتفع به من أحد هذه المواضع فهو رديء» وفي بعضها «فإن خرج ما ينتفع به فهو رديء»، والكل حق. فإن خرج (500) ما لا ينتفع بخروجه، فهو (501) يدل على أحد أمرين، إما على أن (502) الاستفراغ ليس هو من النوع، وإما على أن الاستفراغ من نوع رديء. وهذا أردأ لدلاته على تمكن السبب الموجب له (503) كما (504) ذكرنا آنفا في البراز الأسود. وأما خروج ما PageVW1P112A ينتفع به فلا شك أنه رديء لحاجة الأعضاء إليه في التغذية والقوى في التقوية، غير أن النسخة الأولى أصح لأنها أشبه لما ذكره أبقراط في هذا الفصل من أنواع الخراج الرديء، * والله أعلم (505).
48
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان في (507) حمى لا تفارق ظاهر البدن باردا أو باطنه محترق وبصاحب ذلك عطش فتلك من علامات الموت. (506)
[commentary]
الشرح هاهنا بحثان.
البحث الأول
في الصلة وذلك ظاهر لأن هذا الفصل يتضمن الكلام في الحميات الدائمة كما يتضمن الفصل المتقدم، أو نقول إن الفصل الأول يتضمن الكلام في الحميات الدائمة وهذا يتضمن الكلام في تلك ولذلك PageVW5P053B قال لا تفارق (508).
البحث الثاني
في تحقيق الكلام في هذه الحمى. نقول أولا إنما خصص أبقراط كلامه بالتي لا تفارق لأن ذوات الفترات يعرض فيها أن يبرد الظاهر ويسخن الباطن غير أن ذينك (509) الأبدان (510) على الموت. ثم اختلف أقاويل (511) الأطباء في علة هذا القدر. فقال جالينوس العلة * في هذا حصول (512) ورم في بعض الأعضاء الباطنة وذلك الورم إما صفراوي وإما دموي. فإن الطبيعة عند ذلك تتجه إلى جهة الباطن وذلك لمقاومة المؤذي وتتجه باتجاهها الروح والدم والحرارة الغريزية. أما (513) الروح فلأنها مركب للقوى، وأما الدم فلأنه مادة لها والحرارة الغريزية آلة لها. وهذه الثلاثة حارة فإذا مالت إلى جهة الباطن استولى البرد على الظاهر والحرارة على الباطن. ولا شك أن هذا رديء دال على الموت. وذلك من جهتين أحدهما لأجل الورم نفسه لأنه حاصل في محل شريف فإن الباطن أشرف من الظاهر. وثانيهما أذية الطبيعة ببرد الظاهر وحرارة الباطن. وقال بلاذيوس (514) إن هذا القدر يحدث عن كيموس غليظ يغمر الحار الغريزي ويحصره في عمق البدن ويمنعه من الانبساط. فإذا عدم الترويح صار ناريا محرقا في الباطن. فكأنه أشار إلى الحمى المسماة ليفوريا. وهذا الكلام فيه نظر فإن هذه الحمى لا يكون معها حر محرق في الباطن ولا عطش شديد. قال الرازي إن هذا القدر يحدث لتراجع الحار الغريزي إلى * الباطن أي (515) باطن البدن لضعفه عن الانتشار إلى الأطراف. وهذا فيه نظر فإن الحار الغريزي إذا ضعف (516) PageVW5P054A بحيث أنه لا يقدر أن ينتشر إلى الظاهر كيف يوجب الاحتراق في (517) الباطن وقوة العطش. وأيضا فإن الذي يوجب الاحتراق الحار الغريب بل هذا القدر يدل على الهلاك. والحق ما ذكره الفاضل جالينوس.
Shafi da ba'a sani ba