117

[commentary]

قال عبد اللطيف: تغير لون الطمث أن لا يكون على لونه الطبيعي، بل يكون مائلا إلى السواد أكثر مما ينبغي أو إلى البياض، أو إلى الكمودة والزرقة، أو إلى التشعشع والحمرة الناصعة، وهذه التغيرات تدل على غلبة الأخلاط من السوداء والبلغم والصفراء، ويقاس على اللون سائر الكيفيات كاشتداد النتن أو قلته أو غلظ قوامه أو رقته، فهذه كلها تدل( (215)) على نوع الخلط الغالب وكيفيته (216). وفي بعض النسخ: "إذا كان الطمث متغيرا" من غير أن يقول اللون. وهذا القول عام يشمل التغير في اللون والريح والقوام وغير ذلك. وفي بعض النسخ (217): "إذا كان طمث (218) المرأة مختلفا" PageVW0P080B ومعناه إذا تغيرت أدواره وهذا لا حاجة إليه، PageVW1P069B فإن قوله بعد: "ولم يكن مجيئه في وقته دائما" يغني عنه. ومتى كانت الأخلاط غالبة في بدن المرأة تغير (219) طمثها عن وقته، فإن PageVW3P091B كان غليظا عكرا أو باردا رطبا تأخر عن وقته المعتاد، وإن احتد ورق تقدم قبل أوانه. وتنقية البدن أكثر ما تطلق على الاستفراغ بالدواء المسهل والمقيء (220)، لكن إذا كان الفضل بلغميا أمكن أن يداوي بالتدبير الملطف والتكميد بالأفاويه والفرزجات (221) التي لها هذه القوة، وبالأدوية التي تشرب، القطاعة الملطفة لغلظ الأخلاط كالدواء المتخذ بالفودنج النهري فإنه يدر الطمث بقوة إذا أبطأ، لأن الغرض تفتيح PageVW2P096B السدد وترقيق الدم، لكن الاستفراغ علاج عام لغلبة الخلط السوداوي والبلغمي وغير ذلك.

[فصل رقم 230]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر ثدياها (222) بغتة، فإنها تسقط.

[commentary]

قال عبد اللطيف: إن بين الثدي والرحم عروقا مشتركة، فإذا ضمر الثديان دل على نقصان الغذاء، ومتى نقص غذاء الجنين سقط ولاسيما إن كان قد عظم، وبهذا السبب تكون الولادة لأنه في الشهر العاشر يقل عليه الغذاء إذ لا يكفيه ما يأتيه ولا تفي طبيعة أمه بتكملة (223) غذائه فيرتكض طلبا للرزق فيهتك (224) الأغشية (225) ويخرج طلبا لغذاء أكمل وأقوى (226). وقد قال أبقراط في كتاب "طبيعة الطفل" هذا: أن الغذاء (227) ومادة النشوء (228) التي (229) تنحدر من الرحم إلى الطفل لا تكفيه إذا صار في الشهر العاشر وأمعن في النشوء (230)، وذلك أنه يجتذب إليه من الدم أعذب ما فيه وأحلاه (231)، وهو مع ذلك ينال من اللبن (232) اليسير فإذا لم يجد منهما (233) إلا ما هو نزر قليل وكان قد شب وكبر وقوى فطلب أكثر مما يجد من الغذاء ارتكض فهتك (234) أغشيته (235)، لكن نقصان الغذاء عليه وقت الولادة الطبيعي افتقار طبيعي صحي، وأما نقصان الغذاء عليه في غير حينه فقد يؤدي إلى العطب لأنه نقص عنه الغذاء مع عجزه عن الخروج والتكسب. وفي بعض النسخ: "إذا ضمر أحد ثدييها"، وفي أخرى: "إذا ضمر ثدياها"، وكلاهما صحيح (236) ودليل واضح، ولكن (237) ضمور الثديين جميعا أدل وأصدق؛ ولذلك صارت النسخة التي فيها إذا ضمر ثدياها أجود.

[فصل رقم 230]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر أحد PageVW0P081A ثدييها (238) دفعة، وكان حملها تؤما، فإنها تسقط PageVW3P092A أحد طفليها. فإن كان الضامر هو الثدي الأيمن أسقطت الذكر، وإن كان الضامر هو الثدي الأيسر أسقطت الأنثى.

Shafi da ba'a sani ba