Sharhin Sunaye Masu Kyau
شرح الأسماء الحسنى
على غايات ومنافع لا تحصى يا سامع يا جامع لما كان هو تعالى بسيط الحقيقة كان جامعا لكل كمال وخير ومن لطايف هذا الاسم ان روحه وعدده الذي هو مأة وأربعة عشر مطابق لعدد وجود أعني زبره وبيناته كما أن الكتاب الجامع التدويني مأة وأربعة عشر سورة ففي تطابق الجامع والوجود إشارة إلى ما حقق من جامعية الوجود للعلم والقدرة والحياة وغيرها من الكمالات بل ثبتت عينيته لها ثم من اللطايف ان العدم الذي هو رفع الوجود ومقابله والقيد الذي هو المهية التي هي برزخ بينهما كل منهما أيضا مأة وأربعة عشر وفى هذا إشارة إلى أن المهيات لما كانت اعتبارية لا حكم لها على حيالها وكذا العدم لا منشأ انتزاع له الا الوجود كما مر ان كل وجود عدم لوجود اخر ولا معنى للعدم الا هو وإشارة أيضا إلى أن الاعدام بإزاء القيود ولا بد من فنائها ثم هذا العدد صورته الرقمية ستة فإذا أسقطت منه بقى مأة وثمانية وهو عدد اسمه الحق وفى هذا ايماء لطيف إلى أن صور القيود إذا زهقت ومحقت لم يبق في دار الوجود غير الحق ديار ثم صورة هذا العدد تسعة وهي معنى أطوار ادم حيث إن عدد ادم خمسة وأربعون وجمع واحد إلى تسعه أيضا هذا العدد وهو عدد مساحة المثلث المتعلق بآدم كما أن ضلعه عدد حوا يا شافع حيث لا شفيع غيره وقد ورد ان اخر من يشفع هو ارحم الراحمين يا واسع وسعت رحمته كل شئ كما أن اسمه تعالى المانع إشارة إلى جهة الضيق والغيبة المطلقة كذلك اسمه تعالى الواسع عبارة عن جهة السعة والظهور المطلق والأول مرتبة الخفاء والثاني مقام المعروفية المشار إليهما في الحديث القدسي كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف وما في القران الكريم من أمثال قوله تعالى ولا يحيطون به علما رموز إلى الأول وأمثال قوله أينما تولوا فثم وجه الله شهود على الثاني فمن يقنطه الأحاديث الشريفة من أمثال قوله (ع) احتجب عن العقول كما احتجب عن الابصار وقوله كلما ميزتموه بأوهامكم الحديث فليرجه نظاير قوله (ع) لو أدليتم إلى الأرض السفلى لهبط على الله وما رأيت شيئا الا ورأيت الله فيه ولهذا قال علي (ع) لم أعبد ربا لم أره ولو كشف الغطاء ما ازددت يقينا فبالاعتبار الأول لا يعلم ما هو الا هو وبالاعتبار الثاني لا يعرف الا هو فان قرع سمعك ما ترنم به عندليب حديقة التقديس من قوله تبارك الله وارت ذاته حجب فليس يعرف الا الله ما الله فقم واصدع بما غرد حمامة التأنيس في حرم كعبة الوداد من قوله لا تقل دارها بشرقي نجد * كل نجد لعامرية دار * ولها منزل على كل ماء
Shafi 64